الشرط الثانی اتصال الجاری بمادّته

‏‏الشرط الثانی اتصال الجاری بمادّته‏

‏‏ ‏

‏‏ثمّ إنّ ظاهرهم اشتراط الاتصال بالـمادّة فی صدق «الـجاری» أو فی‏‎ ‎‏اعتصامـه، مستدلّین بـ «اقتضاء الـفهم الـعرفیّ» و«الاغتراس الـذهنیّ»‏‎ ‎‏و«الـمرتکز الـعقلائیّ» علی اختلاف تعابیرهم، بل وهو قضیّـة صحیحـة‏‎ ‎‏ابن بَزیع.‏

‏‏والـمراد من «الاتصال» هو الـربط الـخارجیّ، والالتصاق فی الـوجود.‏

‏‏وفیه:‏‏ أنّ جمیع ما ذکر یقتضی خلافـه؛ لأنّ الـعرف لا یجد خصوصیّـة‏‎ ‎‏لـهذا الـنحو من الـوصل.‏

‏‏نعم، لابدّ من وجود الـربط بینهما، وأن تکون الـمادّة الـخارجیّـة، مبدأَ‏‎ ‎‏تکوّن الـماء الـساری والـسائل؛ بمعنیٰ کون اعتصامـه منها، وهذا لایقتضی‏‎ ‎‏أکثر من عدم الـبینونـة بین الـمادّة والـماء.‏

‏‏وبعبارة اُخریٰ:‏‏ لابدّ من کون الـماء الـجاری، ذا مبدءٍ مکوّنٍ طبیعیّ مثلاً،‏‎ ‎‏من غیر الـشرط الآخر.‏

‏
‏‎

‎‏وتوهّم اقتضاء مورد الـصحیحـة ذلک الاشتراط‏‎[1]‎‏، فاسد جدّاً؛ لأعمّیّتـه‏‎ ‎‏منـه کمالا یخفیٰ.‏

‏‏بل إعمال الـتعبّد فی مباحث الـطهارة والـنجاسـة، یحتاج إلـیٰ دلیل‏‎ ‎‏نصّ فیـه، فما اشتهر بین الـمتأخّرین؛ من شرطیّـة الاتصال الـحقیقیّ‏‎[2]‎‏، غیر مبرهن.‏

‏‏نعم، الـمیاه مختلفـة، فمنها: ما هی طبعها الاتصال بین الـمادّة والـماء،‏‎ ‎‏کالـعیون والـنوابع، ومنها: ما لـیس کذلک، فما کان من قبیل الأوّل فالانفعال‏‎ ‎‏ربّما یضرّ، بخلاف الـثانی.‏

‏‏ ‏

‏‎ ‎

‏‎

‎