ومنها : قصد الاستنجاء
فلو لاقت یده نجاسـة الـمحلّ لأجل أمر آخر، ثمّ طرأ علیـه قصد الاستنجاء، فلایکون طاهراً؛ لـما مرّ مراراً.
مع أنّ هذا لـیس شرطاً؛ لأنّ معنی «الاستنجاء» هو الـقصد إلـی الـخلاص من الـنجو أو معنی أعمّ کما مرّ.
کتابتحریرات فی الفقه: کتاب الطهاره (ج.2)صفحه 151 ودعویٰ: أنّ استباق الـید إلـی الـمحلّ لأمر آخر فی أثناء الـتخلیـة أو بعدها متعارف؛ لإمساس الـحاجـة کثیراً إلـیـه، أقرب من دعوی استباق الـید إلـی الـمحلّ من صبّ الـماء بلا جهـة تصفیـة، مع تنفّر الـطباع عنـه.
فالـشرط الـمزبور الـذی صدّقـه الأعلام کلّهم، ممکن إسقاطـه إذا تعقّبـه قصد الاستنجاء علی الـفوریّـة الـعرفیّـة.
بل الأمزجـة الـیبوسیّـة کثیراً ما تحتاج إلـی استعمال الـید فی الـفراغ، والـمعروف أنّ أمزجـة الـحجازیّـین من أیبس الأمزجـة، فعلیـه یشکل تصدیق الـشرط الـمزبور، ولکنّـه أحوط جدّاً.
نعم، الـملاقاة بغیر الـتعقّب بالاستنجاء، أو مع الـتعقّب الـمتأخّر جدّاً، تورث نجاسـة الـماء، سواء أزال نجاسـة یده بماء آخر، أو أزالـها بماء الاستنجاء.
نعم، علی الـقول بطهارة الـغسالـة، فلا عبرة بهذه الـشروط، کما اُشیر مراراً.
کتابتحریرات فی الفقه: کتاب الطهاره (ج.2)صفحه 152