المسألة الثالثة عشرة
حول کلمة «میثاق»
الـمَوثِق والـمیثاق: الـعهد، وفی الـقرآن: «وَ أَخَذْنَ مِنْکُمْ مِیثَاقَاً غَلِیظاً» جمعـه مواثق. انتهیٰ ما فی «الأقرب»، وفیـه: وثق بـه وثوقاً وثقـة وموثقاً: ائتمنـه، فهو واثق، وذاک موثوق بـه. انتهیٰ.
ولایخفیٰ جهالـتـه باللغـة حسب الـهیئات، فإنّ فهم معانی الـهیئات من أغمض الـمسائل الأدبیـة، وهو وأضرابـه وأمثالـه معذورون عنـه.
وبالجملة: تفسیر «وثق» بـ«ائتمنـه»، ـ وهو فعل متعدٍّ ـ من الأغلاط؛ لأنّ وثق لازم؛ لقولـه فی مفعولـه: موثوق بـه، ولو کان وثق متعدّیاً فهذا الأخیر
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 5)صفحه 19 باطل. ثمّ إنّ الـمیثاق لابدّ وأن یکون مصدراً لقولـه تعالـیٰ: «اَلَّذِینَ یَنْقُضُونَ عَهْدَ اللّٰهِ مِنْ بَعْدِ مِیثَاقِهِ»، ولامعنیٰ لکون الـمیثاق ـ حینئذٍ ـ عهداً، ولو فرضنا أنّ الـمیثاق لیس مصدراً حسب الاستعمال الـقطعی، فیمکن الـحیلـة فراراً عمّا هو ظاهر الآیـة، کما یأتی فانتظر.
وفی «الـمفردات»: الـمیثاق: الـعقد الـمؤکّد بیمین وعهد. انتهیٰ.
و الذی هو الأقرب: أنّ الـمیثاق لیس ذات الـقرار الـحاصل من الـفعل إلاّ بالـغایـة، فإنّـه إلـیٰ معنیٰ الـمصدر أقرب، وفی الآیات مختلف إلاّ أنّ اسم الـمصدر قلیل الـوجود، بل قیل: لایخصّ بـه وزن فی اللغـة الـعربیـة، وهذا من الـنقصان الـمشاهد فیها، فیستعمل الـمصدر فی الـمعنیـین، والـمیثاق من هذا الـقبیل، فلاحظ.
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 5)صفحه 20