المسألة الرابعة
حول حشر الضعفاء
ذهب بعض الـفلاسفـة الأسبقین إلـیٰ أنّ الـحشر مخصوص بأهل الإدراک والـبالـغین الـمرتبـة الـعقلیـة، وأمّا الـقاصرون الأرذلون فی الادراک والـفهم الـذین هم أضعف إحساساً وفهماً من الـحیوانات، ککثیر من أفراد الإنسان، فالـحشر منفیّ عنهم لفسادهم بموتهم.
وَلَعمْری إنّـه مقالـة ربّما یوهمها الـبرهان، إلاّ أنّهاینفیها الـقرآن الـعظیم والـکتاب الـکریم؛ حیث قال: «ثُمَّ یُحْیِیکُمْ ثُمَّ إِلَیْهِ تُرْجَعُونَ».
ولو کان الـحشر ممنوعاً عن جماعـة ـ کما زعمـه الإفرودیسی الـیونانی ـ لکانوا هم هؤلاء الـکفرة الـقاصرین، وقد مرّ شطر من الـبحث حولـه عند قولـه تعالـیٰ: «صُمٌّ بُکْمٌ عُمْیٌ فَهُمْ لاَیَرْجِعُونَ».
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 5)صفحه 168