الوجه الثالث
الاستخدام فی «عرَضَهم»
من الصنائع البدیعیة صنعـة الاستخدام، وربّما تکون هذه الآیـة من ذلک الباب، فاُرید من «الأسماء» شیء، ومن قوله تعالیٰ: «ثُمَّ عَرَضَهُمْ»شیء آخر.
وقد أوضحنا فی الاُصول وجـه الـمناقشـة فی إمکان الاستخدام وعدمـه مع جوابـه، وذکرنا هناک: أنّ الاستخدام من شواهدنا علیٰ ماهیـة الاستعمال، وأنّـه هو استثمار عُلقـة الـوضع، والاستفادة من علاقـة الـربط الاعتباری الـحاصل بین قافلـة الألفاظ وسلسلـة الـمعانی، فاغتنم.
وحول هذه الآیـة من هذه الـجهـة بحوث تناسب الـمبانی الاُخر الآتیـة فی محالّها إن شاء اللّٰه تعالیٰ.
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 5)صفحه 306 ومن هنا یظهر حال إضافـة «اسماء» إلیٰ «هؤلاء» فی قولـه تعالـیٰ: «فَقَالَ أَنْبِئُونِی بِأَسْمَاءِ هَـٰؤلاءِ» فإنّه دلیل علیٰ تعدّد الـمراد حسب الـظاهر، وإلاّ تلزم إضافـة الـشیء إلـیٰ نفسـه.
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 5)صفحه 307