الأمر الثانی
دلالة الآیة علی أنّ فعل العبد مخلوقة
استدلّت الـمعتزلـة بقولـه تعالـیٰ: «أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ» علیٰ أنّ فعل الـعبد مخلوقـه، لامخلوق اللّٰه، کما یستدلّ أحیاناً الـفقیـه علیٰ الـشرطیـة فی الأمر بالـمعروف أن لایکون نفسـه تارکاً لـه.
وتوهّم: أنّ جمیع الأفعال الـمستندة إلـیٰ الـخلائق تشهد علیٰ أنّها مخلوقهم، فی غیر محلّـه؛ لـجواز الـنسبـة الـمجازیـّة، بخلاف الـتوبیخ
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 5)صفحه 565 والـتثریب والـذمّ.
ومن الـغریب أنّ الـفخر رجع إلـیٰ ما عنده من الـبرهان الـعقلی، فإنّـه کلام آخر لایضرّ بصحّـة الاستدلال وظهور الآیـة لـغـة. نعم لاتدلّ الآیـة علیٰ شرطیـة الـذکر أو الـعمل فی الأمر بالـمعروف؛ لـکون الآیـة بصدد إحیاء الارتکاز الـعقلائی والـفطرة.
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 5)صفحه 566