الوجه السابع
حـول استعمال «الضلالة» و«الهدیٰ»
إنّ من وجوه الـبلاغـة: اتّخاذ الـعناوین الـعامّـة، الـمندرجـة تحتها الـعناوین الـکثیرة، ومن ذلک عنوان « الـضلالـة و الـهدیٰ»، ولأجلـه اختلفوا فی أنّهما الـکفر والإیمان، کما عن ابن عبّاس و الـحسن وقتادة و الـسَّدی، أو أنّهما الـشکّ و الـیقین، أو أنّهما الـجهل و الـعلم، أو أنّهما الـفرقـة و الجماعـة، أو الدنیا والآخرة، أو الـنار و الـجنّـة، فذهب کلٌّ إلـیٰ مذهب.
وفیأحادیثنا: أنّها هنا الحیرة و البیان، وقیل: هما السعادة و الشقاوة.
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 4)صفحه 21 وأنت خبیر بأنّ فی اشتراء الـضلالـة یکون جمیع هذه الاُمور؛ لأنّها من آثارها، أو عبائر اُخریٰ عنها، أو هی أصناف منها، ولا وجـه لحصرها فیها؛ وذلک لأنّ آیات الـنفاق تشمل مراتب الـمنافقین، ومنهم الـمؤمنون الـذین استودعوا دینهم وإیمانهم، وهم فی نوع من الـضلالـة و الـشکّ و الـجه الـة.
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 4)صفحه 22