المسألة الخامسة
حـول کلمة «الثمرة»
الـثمر: حمل الـشجر، الـواحدة ثمرة جمعها ثمرات، وجمع الـثمر ثِمار، وجمع الـجمع ثُمُر. الَثمَرة: النسل والولدُ، ثمرة الفُؤاد ولده، وکلّ نفع یصدر عن شیء، کقولک ثمرة الـعمل الـص الـح، کذا ثمرة الـقلب الـمودّة والإخلاص. انتهیٰ ما فی الـلُّغـة.
والذی یُشکل: هو أنّ الـمعنیٰ الـموضوع لـه هو الأعمّ، أم هو الـخاصّ، وهو حمل الـشجر، وإطلاقـه علیٰ موارد اُخر من الاستعارة.
وأیضاً یُشکل: أنّ الـثمرة هی الـمحصول الـمطبوع، أم هی أعمّ، فیکون الـشوک ثمرة.
وثالثة: هنا إشکال: وهو أنّ الـثمرة تُخَصّ بمطلق حمل الـشجر وإن لم یکن فیـه نفع، أم یُخَصّ بما فیـه الـنفع، وقد عرفت الـمناقضـة فی تعابیر أهل الـلُّغـة.
ورابعة: أنّ فی الـلُّغـة أنّ الـثمرة حمل الـشجرة، ویُحتمل أعمّیتها من
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 4)صفحه 349 الـشجرة، فیکون ثمر ما لا ساق لـه ویسمّیٰ ب الـنجم من الـثمرة أیضاً، کما هو مقتضیٰ الـلّغـة أیضاً، وحلّ هذه الـمشاکل الأربعـة یحتاج إلـیٰ مزید الـمراجعـة و الـفحص و الـتأمّل.
والذی یظهر لی: أنّها بمعنیٰ محصول الـنبات، الأعمّ من الـشجر و الـنجم، وکونـه فیـه الـنفع أو الـضرر أو غیر ذلک، ولکنّـه من الاستعارة إطلاقـه علیٰ ثمرات الأنفس والاُمور الـمعنویـة، ومن الـرجوع إلـیٰ کتاب اللّٰه وموارد إطلاقها، یظهر ما استقربناه، قال اللّٰه تع الـیٰ: «یُنْبِتُ لَکُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّیْتُونَ وَالنَّخِیلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ کُلِّ الثَّمَرَاتِ»، «وَمِنْ کُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِیهَا زَوْجَیْنِ اثْنَیْنِ».
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 4)صفحه 350