الوجه الأوّل
حـول عدم عطف الآیة بالسابقة
یخطر ب الـبال أنّ مقتضیٰ الـمقال الإتیان ب الـواو الـعاطف؛ حذراً عن توهّمات باردة، مثل کون الـموصول مبتدأ أو خبراً لمحذوف أو مذکور متأخّر، ولکنّ الأقرب إلـیٰ اُسلوب الـبحث و الـکلام أنّ توجیـه الـنّاس إلـیٰ الـعبادة غیر توجیههم إلـیٰ الاعتقاد بخ الـق الـسماوات والأرض، فإنّ الـثانی ربّما یحتاج إلـیٰ ذکر الـجهات مجموعاً، بخلاف الأوّل، فإنّ الـنّاس بعد اعتقادهم بأنّ اللّٰه خ الـق کلّ شیء یعبدون غیره، فلابدّ من انعطافهم عن الـباطل إلـیٰ الـحقّ ب الـتفاتهم إلـیٰ أنّ اللّٰه ربّکم، وفی ذلک یلزم عبادتـه، وأیضاً مع قطع الـنظر عن الـربوبیّـة، هو جعل لکم الأرض فراشاً و الـسّماء بناءً، فهو کذا وکذا، فلابدّ من اختصاص الـعبادة بـه تع الـیٰ.
هذا، مع أنّ بین الـنعت الأوّل و الـثانی اختلافاً فی الـمعنیٰ جدّاً، فلأجل الـتوجّـه إلـیٰ أنّ ربوبیّتـه لهم لیست فی الـمرحلـة الاُولیٰ من جعل الأرض
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 4)صفحه 359 فراشاً، مع أنّ الـعکس مقدّم بحسب الـطبع، لابدّ من حذف الـعاطف حتّیٰ یستقلّ الـنعت الـثانی.
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 4)صفحه 360