التنبیه الرابع : فی مرجّحات باب التزاحم
بعد الفراغ من صغریٰ باب التزاحم، ومن کبریٰ کیفیّة علاجه، تصل النوبة إلیٰ أنّ المتزاحمین تارة: یکونان متساویین، واُخریٰ: مختلفین، لکون أحدهما أهمّ، ولم نحقّق بعد طریق تشخیص الأهمّ من المهمّ، وما هو سبب کون أحدهما ذا المزیّة دون الآخر، فهل هناک قاعدة کلّیة شرعیّة أو عقلیّة، أو لا بل لابدّ من المراجعة إلی المرجّحات الجزئیّة والقرائن الخاصّة؟
لاشبهة فی أنّه لا مرجّح کلّی فی المقام من العقل، ولا من الشرع، بل تشخیص أهمّیة أحدهما من الآخر له طریق واحد صحیح؛ وهو الرجوع إلی الأدلّة الشرعیّة وکیفیّة إفادة الشرع؛ فإنّ من الفحص عنها یطّلع الخبیر البصیر علیٰ ذی المزیّة من بینها.
وقد ذکر الأصحاب ـ رضی الله عنهم ـ عدّة اُمور لترجیح أحد المتزاحمین علی الآخر، وتعیین أحدهما بالنسبة إلیٰ شقیقه.
کتابتحریرات فی الاصول (ج. 3)صفحه 397