ذنابة : فی إبطال الترتّبین بین المتساویین
قد عرفت فی طیّ المباحث السابقة: أنّ التخییر فی المتساویین مختلف؛ فعلیٰ مسلکنا ومسلک الوالد المحقّق ـ مدّظلّه یکون شرعیّاً، وعلیٰ بعض المسالک الاُخر یکون عقلیّاً.
وعرفت أیضاً: إمکان تصویر التخییر الشرعیّ علی القول بالترتّب.
وأیضاً تبیّن : إمکان الالتزام بتعدّد العقاب ولو کان التخییر عقلیّاً؛ لأنّ منشأه
کتابتحریرات فی الاصول (ج. 3)صفحه 515 المحذوریة العقلیّة بعد استکشاف الملاک، والمطلوبیّة الملزمة.
وأیضاً تبیّن: أنّ ماهو قید للهیئة فی کلّ واحد من الطرفین، لیس عصیان الطرف الآخر، بل هو إمّا الاشتغال والإطاعة؛ أی تسقط الهیئة عن الفعلیّة بالاشتغال بالطرف الآخر.
أو یکون القید أمراً عدمیّاً؛ وهو ترک کلّ واحد من الطرفین بالنسبة إلی الطرف الآخر.
أو یکون القید بنحو الظرفیّة والحینیّة.
وفی الجمیع محذور عقلیّ واضح؛ فإنّه علی الفرض الأوّل یلزم عند ترکهما معاً سقوطهما معاً، أو فعلیّتهما.
وعلی الثانی وهو ترک المأمور به فی ظرفه، یستلزم العجز عن الآخر طبعاً؛ حسب ما هو المفروض.
وعلی الثالث أیضاً یلزم المحذورین معاً.
ولایقاس ما نحن فیه بالأهمّ والمهمّ لأنّ الأهمّ ـ عند ترکهما معاً ـ باقٍ علیٰ فعلیّته دون المهمّ، کما لایخفیٰ. فتوهّم الترتّبین فیالمتساویین غیر صحیح، وإن قلنا بصحّة الترتّب علی الوجه الذی أبدعناه فی الأهمّ والمهمّ.
والحمد لله أوّلاً وآخراً ، وظاهراً وباطناً ، قد فرغنا منه یوم الأحد من المحرّم ، عام 1391 .
کتابتحریرات فی الاصول (ج. 3)صفحه 516