تنبیه : فی أنّ ترک الفحص لیس ظلماً
بناء العرف والعقلاء ودرک العقل علیٰ عدم جریان البراءات الثلاث، ولو فرضنا وجود الإطلاق لخصوص حدیث الرفع وأشباهه، فالأشبه عدم کفایة أمثال هذه الإطلاقات لصرف السیرة العقلائیّة ودیدن الاُمّة وأرباب العقائد والأنظمة.
ومن الغریب تخیّل العلاّمة الأصفهانیّ المحشّی رحمه الله أنّ ترک الفحص خروج عن زیّ العبودیّة والرقّیة وظلم، فیکون ممنوعاً، فإنّه لا یرجع إلاّ إلیٰ تنجّز الواقع، وإلاّ فکونه ظلماً محلّ منع؛ لاحتمال کونه بعد الفحص ظالماً واقعاً وآتیاً بمبغوض المولیٰ ومتجاوزاً؛ لاحتمال تخلّف الطریق وتفقّهه بعد الفحص، فلیلاحظ جیّداً.
هذا مع أنّ إطلاق حدیث الرفع یهدم کونه ظلماً وخروجاً عن زیّ العبودیّة والرقّیة.
کتابتحریرات فی الاصول (ج. 8)صفحه 220