بقی شیء : فی قاعدة المقتضی والمانع
إنّ من القواعد المتداولة قاعدة المقتضی والمانع، ومعناها هو أنّ المانع یمنع عن تأثیر المقتضی، فلو اُحرز المقتضی، وشکّ فی وجود المانع، أو مانعیّة الموجود عن أثر المقتضی، فهل یحکم بذلک الأثر، أم لا؟
فمقتضی الاستصحاب عدم تحقّق الأثر، فیکون دلیل الاستصحاب رادعاً
کتابتحریرات فی الاصول (ج. 8)صفحه 406 ومانعاً عن حجّیته، فضلاً عن کون دلیل الاستصحاب دلیل قاعدة المقتضی والمانع، وما فی کلمات القوم حول هذه القاعدة قاصر، والأمر سهل.
وقد حکی عن العلاّمة هادی الطهرانیّ رحمه الله إرجاع جمیع مسائل الاُصول إلیٰ هذه القاعدة، وربّما کان نظره إلیٰ توحید القواعد ککلمة التوحید الموجبة لتوحید الکلمة. مع أنّ أساس المقتضی والمانع مربوط ـ بحسب الطبع ـ بالتکوین، کاقتضاء النار إحراق القطن، ومانعیّة الرطوبة عن أثرها، بخلاف المسائل الاعتباریّة، وإطلاقهما فیها نوع تجوّز، فلا تخلط.
وسیظهر فی بعض التنبیهات مفاد أدلّة الاستصحاب، وکیفیّة اعتباره شرعاً وتعبّداً، وأنّه هل هو إلغاء الشکّ، أو التعبّد بوجود المحمول فی القضیّة المشکوک فیها، أو غیر ذلک کالتعبّد بالحکم المماثل مثلاً، أو المماثل؟
کتابتحریرات فی الاصول (ج. 8)صفحه 407