المبحث الثانی : فی أقسام البیع بحسب الأسباب
وینبغی ا‌لتنبیه علی جهات‌:
الخامسة: حکم التمکّن من المثل بعد دفع القیمة
نسخه چاپی | ارسال به دوستان
برو به صفحه: برو

نوع ماده: کتاب فارسی

پدیدآورنده : خمینی، روح الله، رهبر انقلاب و بنیانگذار جمهوری اسلامی ایران، 1279 - 1656

محل نشر : تهران

ناشر: مؤسسه تنظیم و نشر آثار امام خمینی (س)

زبان اثر : عربی

الخامسة: حکم التمکّن من المثل بعد دفع القیمة

الخامسة: حکم التمکّن من المثل بعد دفع القیمة

‏ ‏

‏لو دفع ا لقیمـة عند تعذّر ا لمثل ثمّ تمکّن منـه ، ‏فإن قلنا‏ بأنّ ا لعین علی‏‎ ‎‏ا لعهدة إلیٰ زمان ا لتدارک ، وقلنا : بأنّ أداء ا لمثل نحو أداء ناقص ؛ للعذر عن أداء‏‎ ‎‏ا لتمام بتلفها ، وأنّ أداء ا لقیمـة عند تعذّر ا لمثل أداء للعین بوجـه أنقص من أداء‏‎ ‎‏ا لمثل ، وکذا لو قلنا بأنّ ا لمثل علی ا لعهدة ، وأداء ا لقیمـة نحو أداء ناقص للمثل ؛‏

‏للعذر عن ا لأداء ا لتامّ .‏

فلا محیص‏ عن ا لقول : بأنّ وجدان ا لمثل موجب لرفع ا لعذر عن أداء ما فی‏‎ ‎‏ا لعهدة ، وأنّ ا لأداء ا لناقص لا یعدّ أداءً عند رفع ا لعذر ، فکما أنّ ا لعین لو رجعت‏‎ ‎‏بخرق ا لعادة ، لابدّ من أدائها إلیٰ ما لکها وأخذ ا لمثل أو ا لقیمـة ، کذلک أداء ا لقیمـة‏‎ ‎‏أداء عذری لبعض مراتب ا لعین أو ا لمثل ، ومع إمکان ا لأداء بجمیع مراتبـه أو‏‎ ‎‏بمرتبتـه ا لکاملـة ، لابدّ من أدائـه .‏

وأمّا إن قلنا‏ بأنّ أداء ا لمثل فی ا لمثلیّات غرامـة تامّـة وجبران کامل‏‎ ‎‏للخسارة ، وأداء ا لقیمـة عند تعذّره أیضاً غرامـة کاملـة وجبران تامّ فی باب‏‎ ‎‏ا لغرامات ، فلابدّ من ا لتفصیل بین رجوع ا لعین خرقاً للعادة ، وبین رفع ا لعذر‏‎ ‎‏وا لتمکّن عن ا لمثل بعد أداء ا لقیمـة .‏

‏بتقریب : أنّ ا لعین بما لها من ا لهویّـة ا لخاصّـة ، لاتجبر با لغرامـة ؛ لأنّ‏‎ ‎‏ا لهویّات لاتوجب اختلاف ا لرغبات ، فمنّ من حنطـة یجبر بمنّ آخر منها ، مع‏‎ ‎‏تساویهما فی جمیع ا لأوصاف ا لموجبـة لاختلاف ا لرغبات ، وکونـه ذا هویّـة‏‎ ‎‏خاصّـة ، لا دخا لـة لـه فی باب ا لغرامات .‏

‏فلو أتلف منّاً منها ، وأدّیٰ منّاً مماثلاً من جمیع ا لجهات ا لموجبـة لاختلاف‏‎ ‎‏ا لرغبات ، فقد أدّی ا لغرامـة تامّةً ، وجبر ا لخسارة کاملةً ، وخرج عن عهدة ما یکون‏‎ ‎‏مضموناً علیـه ، لکن لم یجبر ا لهویّـة ا لشخصیّـة ؛ لعدم کونها دخیلـة فی ا لغرامـة ،‏‎ ‎‏لأنّ ا لدخیل فیها عرفاً هو ا لطبیعـة ا لموصوفـة بصفات دخیلـة فی ا لرغبات .‏

‏فإذا فرض رجوع ا لعین بشخصها بخرق ا لعادة ، فللما لک مطا لبـة ا لهویّـة ؛‏‎ ‎‏لعدم جبرها فرضاً ، وا لهویّـة ملکـه ، وا لمثل وإن کان تمام ا لغرامـة ، لکنّـه غرامـة‏‎ ‎‏لما هو دخیل فی باب ا لغرامـة وا لضمان ، لا لما هو خارج عنـه .‏


‏وأمّا مع تعذّر ا لمثل ، فتکون ا لقیمـة تمام درکـه وکمال جبره ؛ وذلک لأنّ‏‎ ‎‏ا لقیمـة لیست فی عرض سائر ا لأوصاف ، کا لعربیّـة فی ا لفرس ، وا لخلوص‏‎ ‎‏وا لکون فی بلد کذا فی ا لحنطـة ، فا لقیمـة بدل من ا لمثل وغرامـة لـه تامّاً غیر‏‎ ‎‏ناقص فی ا لغرامـة ، فمع وجود ا لمثل یکون هو تمام غرامـة ا لعین ، ومع فقده أو‏‎ ‎‏کون ا لعین قیمیـة ، تکون ا لقیمـة تمام غرامتها وجابرة للخسارة ، ومعـه لا معنیٰ‏‎ ‎‏لبقاء ا لمثل علی ا لعهدة .‏

وأمّا ا لتفصیل‏ ا لذی أفاده ا لشیخ ‏‏قدس سره‏‎[1]‎‏  ‏فغیر وجیـه ،‏ بل لو عکس ا لأمر وقال‏‎ ‎‏فی صورة عدم سقوط ا لمثل عن ا لعهدة کانت ا لقیمـة من قبیل بدل ا لحیلولـة ؛‏‎ ‎‏بدعویٰ أنّ ا لقیمـة غیر جابرة لحیث ا لنوع وا لمثل ، وأمّا مع ا لانقلاب إلی ا لقیمـة ،‏‎ ‎‏سواء کان ا لانقلاب للمغصوب أم مثلـه ، فلا رجوع ، لکان أوجـه .‏

کما أنّ ما قال‏ بعض ا لمحشّین : من أنّ مبنی ا لشقّ ا لأوّل من کلام ا لشیخ ـ أی‏‎ ‎‏عدم جواز ا لرجوع مع کون ا لمثل علی ا لعهدة ـ علیٰ أنّ للما لک إسقاط خصوصیّـة‏‎ ‎‏ا لمماثلـة للطبیعـة ، ومطا لبـة حیثیّـة ا لما لیّـة ، ومع إسقاط الاُولیٰ وأخذ ا لثانیـة ،‏‎ ‎‏لا وجـه للرجوع‏‎[2]‎‏ .‏

غیر وجیـه ؛‏ فإنّـه مضافاً إلیٰ ما سبق منّا ـ من عدم جواز إسقاط بعض‏‎ ‎‏ا لحیثیّات وإبقاء بعضها‏‎[3]‎‏ ـ أنّ ا لمبنیٰ لو کان ذلک لکان ا للازم ا لتفصیل بین ما إذا‏‎ ‎‏أسقط ا لما لک حیثیّـة ا لمثلیّـة وطا لب با لبقیّـة ، وبین ما إذا طا لب با لقیمـة بلا‏‎ ‎‏إسقاط ، فإنّـه مسلّط علیٰ ما لـه علیٰ فرضهم ، مع أنّ ا لکلام فی ا لمقام ممحّض فیما‏

‏إذا أخذ ا لقیمـة غرامـة ، من غیر نظر إلیٰ إسقاط ا لمثلیّـة ، وأخذها أعمّ منـه .‏

‏ومن ذلک یتّضح ما فی کلام ا لشیخ ‏‏قدس سره‏‏ : من فرضـه ا لمراضاة بین ا لغریم‏‎ ‎‏وا لما لک بأنّ ا لقیمـة عوض للمثل‏‎[4]‎‏ .‏

‏مع أ نّـه لو فرض ا لمراضاة بینهما ، لم یکن فرق بین ا لصور ، ولایتّجـه‏‎ ‎‏ا لتفصیل . مضافاً إلیٰ أنّ ا لمفروض أخذ ا لغرامـة ولو من غیر رضاه ، لا ا لمراضاة‏‎ ‎‏با لمعاوضـة ، ولو فرض مراضاة فإنّما هی لأخذ ا لغرامـة لا للمعاوضـة ؛ فإنّ باب‏‎ ‎‏أخذ ا لغرامات أجنبی عن باب ا لمعاوضات .‏

‎ ‎

  • )) ا لمکاسب : 109 / ا لسطر 9 .
  • )) حاشیـة ا لمکاسب ، ا لمحقّق ا لأصفهانی 1 : 98 / ا لسطر ا لأخیر .
  • )) تقدّم فی ا لصفحـة 532 ، 542 .
  • )) ا لمکاسب : 109 / ا لسطر 10 .