الکلام فی شروط المتعاملین
تنبیهات الإجازة
التنبیه الثالث: اعتبار عدم سبق الردّ فی الإجازة
نسخه چاپی | ارسال به دوستان
برو به صفحه: برو

پدیدآورنده : خمینی، روح الله، رهبر انقلاب و بنیانگذار جمهوری اسلامی ایران، 1279 - 1368

محل نشر : تهران

ناشر: مؤسسه تنظیم و نشر آثار امام خمینی (س)

زمان (شمسی) : 1388

زبان اثر : عربی

التنبیه الثالث: اعتبار عدم سبق الردّ فی الإجازة

التنبیه الثالث: اعتبار عدم سبق الردّ فی الإجازة

‏ ‏

قا لوا :‏ من شروط ا لإجازة أن لا یسبقها ا لردّ .‏

واستدلّ علیـه‏ بعد نقل ا لإجماع : بأنّ ا لإجازة بما أ نّها تجعل ا لمجیز أحد‏‎ ‎‏طرفی ا لعقد ـ وإ لاّ لم یکن مکلّفاً بوجوب ا لوفاء ـ تکون کا لإیجاب إذا کان ا لبیع‏‎ ‎‏فضولیّاً ، وکا لقبول إذا کان ا لاشتراء فضولیّاً ، وکما أنّ ا لردّ بعد ا لإیجاب قبل ا لقبول‏‎ ‎‏موجب لسلب صدق «ا لعقد» سواء کان من ا لموجب ، أو ا لقابل ، فکذلک فی‏‎ ‎‏ا لمقام‏‎[1]‎‏ .‏

وهذا ا لمدّعیٰ‏ یتوقّف ثبوتـه علی أمرین :‏

أحدهما :‏ أنّ ردّ ا لإیجاب قبل ا لقبول ـ سواء کان من ا لموجب أو ا لقابل ـ‏‎ ‎‏موجب لسقوطهما عن صدق «ا لعقد» .‏

وثانیهما :‏ أنّ ا لردّ قبل ا لإجازة کا لردّ قبل ا لقبول .‏

أمّا ا لدعوی ا لاُولیٰ :‏ فلاتبعد صحّتها با لنسبـة إ لی ردّ ا لموجب إیجابـه ، إذا‏‎ ‎‏کان ا لإیجاب عبارة عن ا لإرادة ا لمظهرة کما قیل‏‎[2]‎‏ ، أو عبارة عن ا لبناء وا لقرار‏‎ ‎‏ا لقلبیّ بأنّ هذا ملک ا لطرف بإزاء کذا ، أو عبارة عن ا لتعهّد بذلک .‏

‏فإذا ارتبطت ا لإرادة ا لمظهرة من ا لقابل با لإرادة ا لمظهرة من ا لموجب ، تمّ‏‎ ‎‏ا لعقد ، وکذا ا لحال فی ا لبناء وا لقرار وفی ا لتعهّد ؛ لأنّ ا لعدول عن ا لإیجاب قبل‏‎ ‎‏ا لقبول ، یوجب سقوط ا لإرادة وا لبناء وا لقرار ا لقلبیّ ، وا لتعهّد کذلک .‏

‏ومعـه لا یعقل ارتباط ا لقبول با لإیجاب ؛ لمعدومیّـة ا لإرادة وسقوطها ، وما‏

‏کان مظهراً للإرادة ا لسابقـة ، لایعقل أن یبقیٰ علیٰ مظهریّتـه ، فلابدّ من إرادة اُخریٰ ،‏‎ ‎‏وبناء آخر ، وتعهّد آخر ، وإظهارها حتّیٰ یرتبط ا لقبول بـه ، هذا با لنسبـة إ لیٰ ردّ‏‎ ‎‏ا لموجب .‏

‏وأمّا ردّ ا لقابل ، فلا یصلح لإسقاط إرادة ا لموجب ، ولا قراره وبنائـه ، ولا‏‎ ‎‏تعهّده ؛ لأنّ لها مبادئ خاصّـة ، ما دامت باقیـة تبقیٰ بوجود علّتها ومبادئها .‏

‏نعم ، لو ردّ ا لقابل وأیس ا لموجب من قبولـه ، سقطت ا لمعا لیل ؛ لسقوط‏‎ ‎‏عللها ومبادئها ، لکن لو ردّ ثمّ عدل قبل سقوطها ، تمّ نصاب ا لعقد ، وارتبطت‏‎ ‎‏ا لإرادة وا لقرار وا لتعهّد بنظائرها فی ا لموجب .‏

هذا ،‏ لکنّ ا لمبانی کلّها غیر مرضیّـة ، ولا یوافقها عرف ، ولا عقل ، ولا لغـة :‏

أمّا‏ حدیث ا لإرادة ا لمظهرة وا لبناء ا لقلبیّ ، فتصوّره یغنی فی ا لحکم‏‎ ‎‏با لفساد .‏

وأمّا‏ حدیث ا لتعهّد فقد یقال إنّ قولـه تعا لیٰ : ‏‏«‏أَوْفُوا بِالْعُقُودِ‏»‏‏ معناه وجوب‏‎ ‎‏ا لوفاء با لعهد ، وا لعقد هو معاقدة ا لطرفین ومعاهدتهما ، ومع فقد تعهّد أحدهما‏‎ ‎‏لاتتحقّق ا لمعاهدة وا لمعاقدة‏‎[3]‎‏ .‏

وفیـه :‏ أنّ ا لعقد لو کان بمعنی ا لعهد ، وا لتعاقد لو کان بمعنی ا لتعاهد ، فلابدّ‏‎ ‎‏من ا لالتزام بخروج ا لبیع ونحوه منـه ؛ ضرورة أنّ ا لبیع ـ عرفاً ولغـة ـ عبارة عن‏‎ ‎‏مبادلـة مال بمال ، أو تملیک عین با لعوض ، وعناوین ا لعهدة وا لالتزام خارجـة‏‎ ‎‏عنـه ، فلایقال لمن باع خبزاً بدرهم : «إنّـه عاهده ، وهما تعاهدا علیٰ کون ا لخبز فی‏‎ ‎‏مقابل ا لدرهم» .‏

‏بل ا لعرف وا لعقلاء یدرکون عناوین ا لمعاملات ، ویغفلون عن ا لتعاهد‏

‏وا لمعاهدة وا لمعاقدة .‏

‏نعم ، بعد ا لتبادل وتمامیّـة ا لمعاملـة ، وصیرورة کلّ من ا لعوضین ملکاً‏‎ ‎‏للآخر ، یری ا لعقلاء عهدة أداء کلّ مال صاحبـه ، وا لعهدة للأداء من أحکام‏‎ ‎‏ا لمعاملـة لا نفسها .‏

وا لتحقیق :‏ أنّ ا لعقد فی ‏‏«‏أَوْفُوا بِالْعُقودِ‏»‏‏ عبارة عن ا لربط ا لاعتباریّ‏‎ ‎‏ا لحاصل من ا لتبادل ا لاعتباریّ ، فکأ نّـه عقدة حاصلـة من ا لإنشاء ، کما یشهد بـه‏‎ ‎‏قولـه تعا لیٰ : ‏‏«‏أَوْ یَعْفُوَ الَّذِی بِیَدِهِ عُقْدَةُ النِّکَاحِ‏»‏‎[4]‎‏ .‏

‏فعقدة ا لبیع کعقدة ا لنکاح ، فهی عبارة عن تبادل ا لعوضین ، ا لذی یتوهّم منـه‏‎ ‎‏حصول عقدة بتبادل ا لإضافات ، ولمّا کان ا لعقد موجباً لصیرورة ا لعوضین‏‎ ‎‏متبادلین ، وکان لکلّ منهما عهدة أداء مال صاحبـه بواسطـة ا لعقد ، توجّـه ا لأمر‏‎ ‎‏بوجوب ا لوفاء بـه وا لعمل علیٰ طبق مضمونـه .‏

‏فقولـه تعا لیٰ : ‏‏«‏أَوْفُوا بِالْعُقُودِ‏»‏‏ و‏‏«‏أَحَلَّ الله ُ الْبَیْعَ‏»‏‏ و‏‏«‏تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ‏»‏‎ ‎‏کلّها وردت لتصحیح ا لمعاملات وإنفاذها ، کما تمسّک بها ا لسلف وا لخلف ، لکن‏‎ ‎‏لسانها مختلف :‏

‏فـ ‏‏«‏أَحَلَّ الله ُ الْبَیْعَ‏»‏‏ ظاهر فی إنفاذ أصل ا لماهیّـة ، وإن شئت قلت : یدلّ‏‎ ‎‏با لمطابقـة علیٰ نفوذها وحلّیتها .‏

‏و‏‏«‏أَوْفُوا بِا لعُقُودِ‏»‏‏ ناظر إ لیٰ مضمونها ، وأمر با لوفاء بها ، ولازمـه صحّتها‏‎ ‎‏ونفوذها ، فیدلّ علیها با لالتزام .‏

‏وقولـه تعا لیٰ : ‏‏«‏تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ‏»‏‏ ناظر إ لی ا لأموال ا لحاصلـة با لتجارة ،‏‎ ‎‏وحلّ أکلها وا لتصرّف فیها ، فیدلّ با لالتزام علیٰ صیرورة ا لمال ما لـه وصحّـة‏

‏ا لمعاملـة .‏

‏وقولـه تعا لیٰ : ‏‏«‏أَوْفُوا بِا لعُقُودِ‏»‏‏ لیس حکماً تکلیفیّاً زائداً علیٰ لزوم ا لعمل‏‎ ‎‏علیٰ طبق ا لمعاملـة ، وردّ مال ا لغیر ا لذی صار ما لـه من قبل ا لعقد ، وإنّما هو حکم‏‎ ‎‏إرشادیّ لا مولویّ ، وإ لاّ لزمت منـه صحّـة ا لعقوبتین لمن ترک ا لعمل با لعقد :‏‎ ‎‏عقوبـة عدم ردّ مال ا لغیر ، وعقوبـة عدم ا لوفاء با لعقد ، وإن کان ا لعنوانان‏‎ ‎‏حاصلین بعمل واحد ، واجتمعا فی ا لردّ ا لخارجیّ ، ولا أظنّ صحّـة ا لالتزام بذلک‏‎ ‎‏وا لتزامهم بـه .‏

وا لإنصاف :‏ أنّ ما ذکره ا لمتأخّرون اُمور عقلیّـة ، خارجـة عن ا لمتفاهم‏‎ ‎‏ا لعرفیّ ا لذی هو ا لمیزان فی باب ا لمعاملات .‏

‏ثمّ إنّـه علی ا لمبنی ا لمنصور ـ من أنّ ا لبیع هو ا لتبادل ، أو ا لتملیک با لعوض ـ‏‎ ‎‏لو أنشأ ا لموجب ذلک فردّ ا لقابل ، لایوجب ذلک هدم ا لإنشاء لا عرفاً ، ولا عقلاً ،‏‎ ‎‏ولا شرعاً ، فلـه ا لقبول بعد ردّه ، وکذا لو ردّ ا لموجب ؛ إذ لا دلیل علیٰ سقوط‏‎ ‎‏إنشائـه ، فا لقاعدة تقتضی صحّتـه لو رجع ، إ لاّ أن یقوم إجماع علیٰ خلافها ، أو‏‎ ‎‏یحرز من ا لعرف وا لعقلاء أنّ رجوع ا لموجب یوجب عدم اعتبار بقاء إیجابـه ،‏‎ ‎‏وا لعهدة علیٰ مدّعیـه .‏

‏ولو شکّ فی ذلک یجری استصحاب بقاء ا لإیجاب ، فإذا لحقـه ا لقبول ،‏‎ ‎‏یندرج فی موضوع وجوب ا لوفاء ؛ لأنّ موضوعـه مرکّب من ا لإیجاب وا لقبول ،‏‎ ‎‏وهو حاصل با لأصل وا لوجدان .‏

‏نعم ؛ لو کان موضوعـه ا لعقد ، وقلنا إنّـه أمر انتزاعیّ من ا لإیجاب وا لقبول ،‏‎ ‎‏لکان ا لأصل مثبتاً ؛ هذا حال ا لإیجاب وا لقبول .‏

وأمّا ا لدعوی ا لثانیـة :‏ فا لظاهر عدم صحّتها ، ومقتضی ا لقاعدة عدم کون‏‎ ‎‏ا لردّ مضرّاً بها علیٰ جمیع ا لمبانی ؛ لأنّ ا لعقد وجد بفعل ا لفضولیّ ، أی بإرادتـه‏

‏ا لمظهرة ، أو بنائـه ، أو تعهّده ، أو إنشائـه ا لمبادلـة ، ولا وجـه لکون ردّ غیره موجباً‏‎ ‎‏لهدم فعلـه .‏

‏فا لعقد ا لمتحقّق من ا لغیر یحتاج إ لیٰ نحو انتساب إ لی ا لما لک ، وقبل‏‎ ‎‏ا لإجازة لم یکن منتسباً إ لیـه حتّیٰ یقطع ا لانتساب ، وبعدها یصیر منتسباً ، فلو‏‎ ‎‏ا لتزمنا فی ردّ ا لموجب بأ نّـه موجب لعدم صدق ا لعقد ، وبعبارة اُخریٰ موجب لهدم‏‎ ‎‏ا لإنشاء ، فلا موجب للالتزام بـه فی ا لمقام .‏

‏نعم ، لو قلنا بأنّ ردّ ا لقابل أیضاً موجب لذلک ، فا لظاهر لزوم ا لالتزام بذلک‏‎ ‎‏فی ا لفضولیّ أیضاً ؛ لأ نّهما مشترکان فی أنّ فعل ا لغیر ینهدم بردّ صاحبـه .‏

وقد تقدّم :‏ أن لیس للإجازة شأن إ لاّ قبول فعل ا لغیر وإیجابـه‏‎[5]‎‏ ، وأنّ تمام‏‎ ‎‏ماهیّـة ا لبیع ا لإنشائیّ حصل بإیجاب ا لموجب ، وقبول ا لفضولیّ لا أثر لـه ، لا فی‏‎ ‎‏تحقّق مفهوم ا لبیع ، ولا فی ترتّب ا لأثر ، فا لإجازة قبول متأخّر ، لکنّ ا لالتزام بـه‏‎ ‎‏ضعیف .‏

‏مع إمکان أن یقال : إنّـه علیٰ مبنی ا لقوم ـ من أنّ ا لعقد مرکّب من ا لإیجاب‏‎ ‎‏وا لقبول ، ولاتتمّ ماهیّـة ا لعقد إ لاّ بهما‏‎[6]‎‏ ـ یمکن ا لالتزام بأنّ ا لردّ قبل ا لقبول‏‎ ‎‏موجب لعدم صدق «ا لعقد» لأنّ ا لمرکّب إذا وجد بعض أجزائـه ، وتخلّل بینـه وبین‏‎ ‎‏بعض آخر ا لمنافی ، لزم منـه سلب ا لاسم ، وعدم تحقّقـه ، وعدم بقاء صورتـه .‏

‏وهذا بخلاف ا لفضولیّ بعد تمامیّتـه ، وصدق «ا لعقد» علیـه ، وحصول ا لردّ‏‎ ‎‏بعد تمامیّـة ا لماهیّـة وصدق ا لاسم ، فمقایسـة ا لردّ بعد تمامیّـة ا لماهیّـة با لرّد فی‏

‏خلالها وقبل تمامیّتها ، مع ا لفارق .‏

‎ ‎

  • )) ا لمکاسب : 136 / ا لسطر9 ـ 12 .
  • )) نهایـة ا لنهایـة 1 : 14 ، درر ا لفوائد : 17 ، اُنظر نهایـة ا لدرایـة 1 : 277 .
  • )) ا لمکاسب : 136 / ا لسطر9 ـ 11 .
  • )) ا لبقرة (2) : 237 .
  • )) تقدّم فی ا لصفحـة 135 .
  • )) مقابس ا لأنوار : 107 / ا لسطرا لأخیر ، و275 / ا لسطر12 ، ا لمکاسب : 96 / ا لسطر26 ، حاشیـة ا لمکاسب ، ا لمحقّق ا لخراسانی : 27 ، حاشیـة ا لمکاسب ، ا لسیّد ا لیزدی 1 : 62 / ا لسطر16 ، منیـة ا لطا لب 1 : 26 / ا لسطر7 .