الفصل الأوّل تعریف العامّ
عُرِّف العامّ بتعاریف کثیرة مذکورة فی الکتب المطوّلة، مع الإشکالات التی أوردوها علیها من النقض والإبرام، ولم یتعرّض فی «الکفایة» لها؛ لأنّها تعاریف لفظیّة، وهو کذلک، فالأولیٰ عدم التعرُّض لها.
ولکن القدر المعلوم : هو أنّ فی کلمات العرب ألفاظاً موضوعة للطبائع المجرّدة، کلفظ «الإنسان» لطبیعته، والطبیعة واللفظ الموضوع لها وإن تصدق علی الأفراد الخارجیّة من الإنسان ـ مثلاً ـ لکن یستحیل حکایتها عنها بخصوصیّاتها؛ لأنّ المفروض أنّ اللفظ موضوع لنفس الطبیعة لا بشرط، فلا یحکی إلاّ عمّا هو الموضوع لها بلا زیادة عنه، وکذلک نفس الطبیعة.
وفیها ألفاظ ـ أیضاً ـ موضوعة للکثرة، مثل «کلّ» و «جمیع» ونحوهما فی سائر
کتابتنقیح الاصول (ج. ۲): تقریر ابحاث روح الله الموسوی الامام الخمینی (س)صفحه 325 اللغات موضوعة لمعنیٰ الکثرة، فإذا دخل هذا اللفظ علی اللفظ الموضوع لنفسِ الطبیعة أو لعنوانٍ من عناوین المشتقّات، وقیل: «کلّ إنسان» أو «کلّ عالم» یُفهم منه کلّ فردٍ فردٍ من أفراد الإنسان، وحینئذٍ فالعامّ هو اللفظ الدالّ علی الکثرة کلفظ «کلّ» وما یرادفه من سائر اللغات.
کتابتنقیح الاصول (ج. ۲): تقریر ابحاث روح الله الموسوی الامام الخمینی (س)صفحه 326