خاتمة : فی الأصل عند الشکّ فی الأصالة والتبعیّة
لو شکّ فی واجب أنّه أصلی أو تبعیّ، فهل هنا أصل یعتمد علیه أو لا؟
قال فی «الکفایة» : إن قلنا : إنّ الواجب التبعیّ: هو ما لم یتعلّق به إرادة مستقلّة، فلو شکّ فی واجب أنّه أصلیّ أو تبعیّ فبأصالة عدم تعلّق إرادة مستقلّة به یثبت أنّه تبعیّ، ویترتّب علیه آثاره؛ إذا فرض ترتّب آثار شرعیّة علیه، کسائر الموضوعات المتقوّمة بأُمور عدمیّة .
وإن قلنا : إنّ التبعیّ أمر وجودیّ خاصّ غیر متقوّم بأمر عدمیّ وإن استلزمه، لایثبت بها إلاّ علیٰ القول بالأصل المثبت. انتهیٰ.
وقال الشیخ المحقّق محمّد حسین الاصفهانی فی الحاشیة : إن قلنا : إنّ المناط فی الواجب التبعیّ عدمُ تفصیلیّة القصد وإرادته تفصیلاً، فالتبعیّة موافقة للأصل؛ للشکّ فی أنّ الإرادة فی المشکوک ملتفَت إلیها تفصیلاً أو لا، والأصل عدمه.
وإن قلنا : إنّ المناط فیه نَشوُ الإرادة وترشُّحها من إرادة اُخریٰ، فالأصلیّة موافقة للأصل؛ إذ الترشُّح من إرادة اُخریٰ ونشوُّها منها أمر وجودی مسبوق بالعدم، ولیس الاستقلال فی الإرادة علیٰ هذا أمراً وجودیّاً، بل هو عدم نشوّها عن إرادة اُخریٰ، بخلاف الاستقلال من حیث توجّه الالتفات إلیها، فإنّه أمر وجودیّ کما عرفت. انتهیٰ محصّل کلامه قدس سره.
کتابتنقیح الاصول (ج. ۲): تقریر ابحاث روح الله الموسوی الامام الخمینی (س)صفحه 89 أقول : ما ذکره فی «الکفایة» : من أنّ الواجب التبعیّ هو ما لم یتعلّق به إرادة مستقلّة، وما ذکره فی الحاشیة: من أنّ المناط فی التبعیّة عدم تفصیلیّة القصد والإرادة بشیء؛ أی عدمُها بنحو السالبة البسیطة المحصَّلة؛ أی الإرادة التی لم تکن مستقلّة أو مفصّلة، فإنّه یمکن صدق السلب المحصّل بانتفاء الموضوع ـ أیضاً ـ فلا یصحّ الاستصحاب المذکور؛ لاحتمال انتفاء الموضوع فی صدق السلب.
وإن أراد بنحو المعدولة المحمول؛ أی الإرادة الغیر المستقلة أو الغیر المفصّلة فی القصد، فإنّها وإن احتاجت إلیٰ وجود الموضوع؛ لأنّها موجبة، لکن لم تتحقّق الإرادة متّصفة بعدم هذا القید والوصف العدمی فی الأزمنة السابقة کی تستصحب، کما لایخفیٰ.
کتابتنقیح الاصول (ج. ۲): تقریر ابحاث روح الله الموسوی الامام الخمینی (س)صفحه 90