الاُولی: فی الفرق بین الأقلّ والأکثر الارتباطیین والاستقلالیین
الفرق بین الأقلّ والأکثر الاستقلالیین والارتباطیین واضح؛ لأنّ الأقلّ فی الاستقلالیین مغایر مع الأکثر غرضاً، وملاکاً وأمراً وتکلیفاً کالفائتة المردّدة بین الواحدة وما فوقها، والدین المردّد بین الأقلّ والأکثر، فهناک أغراض وموضوعات وأوامر وأحکام علی تقدیر وجوب الأکثر، ومن هنا یعلم أنّ إطلاق الأقلّ والأکثر علیهما بضرب من المسامحة والمجاز، وباعتبار أنّ الواحد من الدرهم مثلاً أقلّ من الدرهمین وهو کثیر، وإلا فلکلّ تکلیف وبعث علیحدة.
وأمّا الارتباطیین فالغرض قائم بالأجزاء الواقعیة، فلو کان هو الأکثر، فالأقلّ خالٍ عن الغرض والبعث من رأس فورانه فی عالم التکوین کالمعاجین؛ فإنّ الغرض
کتابجواهر الاصول (ج. ۶): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 277 والأثر المطلوب قائم بالصورة الحاصلة من ترکیب الأجزاء الواقعیة علی ما هی علیها ولا یحصل الغرض إلا باجتماع الأجزاء عامّة بلا زیادة ولا نقیصة؛ کما هو الحال فی المرکّبات الاعتباریة أیضاً، فلو تعلّق الغرض بإرعاب العدوّ مثلاً فیؤمر بعرض الجنود والعساکر، فلابدّ من إرائة صفوف من العساکر ـ کالجند، والفوج ونحوهما ـ لا إرائة آحاد الجندی؛ فإنّه لا یکاد یحصل الغرض کما لا یخفی.
ومن ذلک یظهر أنّ ملاک الاستقلالیة والارتباطیة باعتبار الغرض القائم بالموضوع قبل تعلّق الأمر؛ لأنّ الغرض قد یقوم بعشرة أجزاء مثلاً وقد یقوم بأزید منها.
فما یظهر من بعضهم من أنّ ملاکهما وحدة التکلیف وکثرته غیر ملائم؛ لأن وحدة التکلیف وکثرته إنّما هی بلحاظ الغرض الباعث علی التکلیف، فلا معنی لجعل المتأخّر عن الملاک الواقعی ملاکاً لتمییزهما کما لا یخفی.
وإن شئت قلت: إنّ ملاک الاستقلالیة والارتباطیة بالغرض القائم بالموضوع قبل تعلّق التکلیف المستکشف لوحدة التکلیف وتعدّده، فما عن بعضهم من أنّه لوحدة التکلیف وتعدّده لا بالأغراض غیر وجیه.
کتابجواهر الاصول (ج. ۶): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 278