فصل (7) فی مادّة الآخرة و هیولیٰ صورها الباقیة

‏‏فصل (7) فی مادّة الآخرة و هیولیٰ صورها الباقیة‏

‏‏ ‏

‏‏قوله:‏‏ سلـسلـة الإیجاد.‏‏[‏‏9 : 224 / 7‏‏]‏

‏‏أقول:‏‏ اعلـم أنّ الـهیولیٰ فی الـنشأة الآخرة الـتی هی الـمقصود إثباتها‏‎ ‎‏جمعاً بین الأحکام الـعقلـیـة و الـنصوص الـصحیحـة الـصریحـة هی‏‎ ‎‏الـهیولیٰ الـتی تکون قابلـة للـفعل و الانفعال من غیر کونها مادّیـة؛ لأنّ الـدار‏‎ ‎‏الآخرة لهی الـحیوان لو کانو یعلـمون.‏

‏‏و ما ذکره الـمصنّف لایفی بالـمقصود؛ لأنّ الـقوّة الـخیالـیـة من الـقویٰ‏‎ ‎‏الـمجرّدة الـبالـغـة إلـیٰ حدّ الـفعلـیـة و فی تبدّل صورها تحتاج إلـیٰ‏‎ ‎‏الـجهـة الـمشترکـة.‏

‏‏فعلـیـه یمکن الـجمع بأنّ الـهیولیٰ الآخرة هی الـهیولیٰ الاُولیٰ الـتی لا‏‎ ‎‏وجود لها فی هذه الـنشأة؛ لأنّها إبداعیـة من مبدعات الـعقل الـفعّال ـ علـیٰ ما‏‎ ‎‏اشتهر ـ . فهی من مبدعات الـنفس الإنسانیـة، و هی محمولها و تقبل ما یتوارد‏‎ ‎‏علـیها من الـکمالات الـحاصلـة لها فی تلـک الـنشأة.‏

‏
‏‎

‎‏فیبقیٰ الـکلام فی تصویر الـهیولیٰ للـموجودات الـمقداریـة الـبرزخیـة‏‎ ‎‏والـتی هی فی الـقیامـة بناءً علـیٰ ما ذکرناه. وحیث إنّ لها الـعلـل الـمسانخة‏‎ ‎‏معها خلـق، فلـتلـک الـعلـل خلـق مثل الـهیولیٰ الـمخلـوقـة للـنفس.‏

‏‏لمحرّره السیّد مصطفیٰ الخمینی‏

‏‏ ‏