فصل (10) فی الإشارة إلیٰ نحو وجود الأشیاء الکائنات

‏‏فصل (10) فی الإشارة إلیٰ نحو وجود الأشیاء الکائنات‏

‏‏ ‏

‏‏قوله:‏‏ فقدّر بلـطیف حکمتـه.‏‏[‏‏5 : 191 / 21‏‏]‏

‏‏أقول:‏‏ هذه عبارة الـمحقّق الـطوسی فی «شرح الإشارات»‏‎[1]‎‏، و الـذی‏‎ ‎‏یظهر لی: أنّ الـفیض من الـعالـم الـعلـوی غیر متخصّص بل الـقصور فی‏‎ ‎‏مرتبـة الـقابل أوجب الـتحدید و الـتدریج فی تلـک الـناحیـة، فلـو أمکنت‏‎ ‎

‏
‏‎

‎‏الـهیولیٰ من جمیع الـصور الـطولیـة فی الآن الـواحد، لـکانت الـفیوض‏‎ ‎‏نازلـة علـیها منحفظـة بها محرّکـة إلـیها. فالـقصور منّا دون الـجناب الإلهی.‏

‏‏و إن شئت قلـت: إنّ فی الـتشکیک الـخاصّی الـقصور من الـوجود‏‎ ‎‏الـنازل؛ لأنّ الـمرتبـة الـدانیـة منـه أقصر من الـمرتبـة الـعالـیـة. و أمّا فی‏‎ ‎‏الـتشکیک الـعامّی لیس الـقصور من الـفیّاض بل الـمادّة فی الـقوس الـنزول‏‎ ‎‏بلـغ إلـیٰ حدّ لا یمکن لـه الـقبول الـعرضی لجمیع الـصور و الـفیوضات.‏

‏‏و هنا شبهـة: هل ذلک مع قطع الـنظر عن الـتنزّل کان یمکن ذلک أم لا؟‏‎ ‎‏فعلـیٰ الـثانی لا إشکال. أمّا علـیٰ الأوّل فکان یدور الأمر بین الـتنزّل إلـیٰ‏‎ ‎‏مرتبـة لا تقبل إلاّ صورة، و بین عدم الـتنزّل إلـیٰ تلـک الـمرتبـة بل إلـیٰ‏‎ ‎‏الـمرتبـة الـتی تقبل جمیع الـصور، فلـیلاحظ.‏

‏‏من العبد السیّد مصطفیٰ الخمینی عفی عنه‏

‏‏ ‏

‎