فصل (3) فی تتمّة أحوال الأین
قوله: الـتضادّ.[4 : 218 / 14]
فیـه إشکال: أوّلاً: من جهـة أنّ غایـة الـتخالـف غیر حاصل. و ثانیاً: أنّ حفظ الـموضوع غیر ممکن.
من العبد السیّد مصطفیٰ عفی عنه
کتابتعلیقات علی الحکمه المتعالیه [صدرالدین شیرازی ]صفحه 417 قوله: أو غیرهما.[4 : 218 / 20]
و الـظاهر أنّـه هو الـصحیح و إلاّ ربّما یوهم الـتناقض بین قولـه: «کالـفوق و الـتحت»، و بین قولـه: «بل إلـیٰ نوع منـه و هو الـفوق و الـتحت»؛ فإنّ ظاهر الأوّل عدم الانحصار فی ذلک الـنوع کما فی الـقرب و الـبعد، فإنّهما یقبلان الأشدّیـة و الأضعفیـة. و ظاهر الـعبارة الـثانیـة انحصار الـمثال بـه و هو غیر تمام کما عرفت.
قوله: إنّما هو فی إضافـة عارضـة للأین.[4 : 219 / 3]
أقول: جنس الأین لایقتضی الأشدّ و الأضعف، و ما یصحّ علـیٰ الـجنس یصحّ علـیٰ الأنواع و بالـعکس بقید الـحیثیـة. فلا معنیٰ للـطبیعـة الـنوعیـة إلاّ بأن یقال: بأنّ نوعـه یقبل بما لـه صفـة خاصّـة، و هو أیضاً غیر تمام؛ فإنّ الـفصول فی هذه الـبسائط لیست مثل الـفصول الـمتّخذة من الأعیان، فالـحکم فی الـکلّ واحد.
و هکذا نفس الإضافـة لا تقبل الأشدّ و الأضعف. فما یُریٰ من أنّـه أقرب و الآخر أبعد، أو أنّـه أشدّ فوقاً و الآخر أشدّ تحتاً، فالـکلّ باعتبار الـمکان لا الأین، فإنّـه فرق بین الـمکان و الأین، فإنّ الـمکان فی حقیقتـه تسعـة أقوال و الأین لیس فیـه إلاّ قول واحد، و سنتعرّض فی مقولـة متیٰ لتحقیقٍ لم یسبق إلـیـه أحد، فانتظر.
فتحصّل: أنّ الـخلـط وقع من جهـة مفهوم الأین و الـمکان، فکما أنّ الـفخر اشتبـه علـیـه الأمر کذلک الـماتن أیضاً اشتبـه علـیـه الأمر کما عرفت.
و یمکن أنّـه یقال: إنّ الإضافـة لیست فیها الأشدّیـة و الأضعفیـة إن لاحظنا مفهومها (و الـوجود أیضاً کذلک)، و فیها الأضعفیـة و الأشدّیـة إن
کتابتعلیقات علی الحکمه المتعالیه [صدرالدین شیرازی ]صفحه 418 لاحظنا وجودها. مثلاً الـفوق مفهوم لایشدّ و لا یضعف مثل الأین إلاّ أنّ وجوده یشدّ و یضعف، و الأقرب و الأبعد أیضاً من هذا الـقبیل. و لا یتوهّم ذلک فی الأین لا فی وجوده و لا فی مفهومـه أصلاً، فافهم و اغتنم.
کتابتعلیقات علی الحکمه المتعالیه [صدرالدین شیرازی ]صفحه 419