الجهة الخامسة: هل یکون لأخبار الباب إطلاق؟
أنّه هل یکون لأخبار الباب إطلاق یشمل مطلق البلوغ أو السماع وإن لم یکن بطریق عقلائی، حتّی یعمّ مطلق الخبر وإن کان مکتوباً علی ظهر ورقة مطروحة فی البیت أو المکتبة، أو خصوص ما وصل بطریق متعارف عقلائی؟
أقول: إنّ العنوان المأخوذ فی أخبار الباب کما أشرنا علی نحوین:
أحدهما: عنوان البلوغ، کما هو عنوان الأکثر منها.
والثانی: عنوان السماع کما فی روایة هشام بن سالم، وبینهما فرق من جهة أنّ عنوان البلوغ إنّما یصدق إذا وصل بطریق متعارف، وذلک فیما إذا اطمئنّ أو اعتقد أنّه قاله رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فإذا أخبر وهب بن وهب أکذب البریّة ومن یحذو حذوه بخبر، فخبره وإن کان محتمل الصدق، إلا أنّه لا یصدق علیه أنّه وصل إلیه من رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم.
وبالجملة: الظاهر من عنوان البلوغ هو البلوغ والوصول علی النحو المتعارف، فیشکل شمول أخبار من بلغ للخبر الضعیف، بل لابدّ وأن یکون واجداً لشرائط الحجّیة والاعتبار عند العقلاء.
کتابجواهر الاصول (ج. ۶): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 54 فعلی هذا فغایة ما تقتضیه أخبار الباب هی أنّه عند قیام الخبر المعتبر علی الثواب یثاب علیه وإن لم یطابق الخبر للواقع.
وأمّا عنوان السماع فهو وإن لم یشمل ما إذا شوهد خبر لا واقع له، ولابدّ من أخذ مصاحبه بقراءة ذلک الخبر علیه حتّی یستمع ویتحقّق عنوان السماع، إلا أنّ نطاق دائرته أوسع من نطاق دائرة البلوغ؛ لأنّ البلوغ کما أشرنا یشعر بالواقع الواصل بأن کان هناک شیء واقع وصل إلیه دون السماع. فیکون لعنوان السماع إطلاق یشمل إخبار کلّ أحد لم یعلم کذبه، فیشمل ضعاف الأخبار أیضاً.
وقد أشرنا أنّ عنوان السماع مأخوذ فی صحیحة هشام بن سالم، فیکفی ویصحّ الاستناد إلیها فی إدخال الخبر الضعیف فی أخبار الباب.
وإیّاک أن تفهم منها أنّه لابدّ فی ذلک من قراءة شخص خبراً وسماع الآخر إیّاه لیصدق عنوان السماع؛ لعدم خصوصیة لذلک، بل یفهم من ذلک ولو بإلغاء الخصوصیة، أنّ المراد نقله عن النبی صلی الله علیه وآله وسلم ولو بصورة الکتابة، والتعبیر بالسماع لأجل تعارفه فی ذلک الزمان.
کتابجواهر الاصول (ج. ۶): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 55