فصل (4) فی تفصیل مذاهب الناس فی علمه تعالیٰ بالأشیاء

‏‏فصل (4) فی تفصیل مذاهب الناس فی علمه تعالیٰ بالأشیاء‏

‏‏ ‏

‏‏قوله:‏‏ کبعض مشایخ الـصوفیـة.‏‏[‏‏6 : 181 / 20‏‏]‏

‏‏أقول:‏‏ و لیت شعری أنّ الـوصول إلـیٰ مقصود أصحاب الـتحقیق فی‏‎ ‎‏الـصعوبـة بمنزلـة الـبلـوغ إلـیٰ روح هذه الـمسألـة و حقیقتها. و مجمل‏‎ ‎‏الـقول و ملـخَّص الـکلام:‏

‏‏أنّ الـجمعیـة و الافتراق ذات مراتب: للاُولیٰ مرتبتان: مرتبـة الـذات و‏‎ ‎‏الأحدیـة الـمطلـقـة، و مرتبـة الـذات و الأحدیـة الـوصفیـة. و للـثانی‏‎ ‎‏اختلاف مراتبها باختلاف الأنظار، و صحیحـه أنّ الـکثرة الأسمائیـة لـه‏‎ ‎‏جنبتان: مُلـکیـة و ملـکوتیـة، غیبیّـة و شهادیـة، ظاهریـة و باطنیـة. ففی‏‎ ‎

‏
‏‎

‎‏الـظاهر ظهور الـلازم و فی الـباطن ظهور الـملـزوم. و لمّا کان الـملـزوم فی‏‎ ‎‏الـمرتبـة الـمتأخّرة عن ظهور لازمـه یعبّر عنـه فی عالـم الأسماء أنّ‏‎ ‎‏الـملـزومات لها اللـوازم الـغیر الـموجودة بنحو ظهور الـغیب، و الـموجودة‏‎ ‎‏بما أنّها تظهر عند الـتنزّل و الـنزول. فالأعیان الـعینیـة ظهور الأعیان‏‎ ‎‏الـعلـمیـة فی الـملـک، و الأعیان الـعلـمیـة غیب الأعیان الـعینیـة، و عالـمُ‏‎ ‎‏الأسماء عالـم الـممیّزات لابنحوٍ ینثلـم وحدة الـذات کما أنّ الـکثرة الـعینیـة‏‎ ‎‏لا تضرّ بوحدتها.‏

‏‏واعلم أنّ الـدستور مانعُ رفع حجاب الـجمل عن وجوه الأبرار والأخیار‏‎ ‎‏فضلاً عن المتوسّطین والنازلین، وإن کنت أهلاً یکفیک ذلک وکفیٰ بالله حسیباً.‏

‏‏من العبد السیّد مصطفیٰ عفی عنه‏

‏‏قوله:‏‏ فهذه ثمانیـة احتمالات.‏‏[‏‏6 : 182 / 10‏‏]‏

‏‏لیس کلّها تامّـة مقبولـة عند الـعقل. و هنا احتمال تاسع سلـکـه الـماتن‏‎ ‎‏متّخذاً من بعض کلـمات أهل الـنظر.‏

‏‏ثمّ لایخفیٰ: أنّ ما بلـغ إلـیّ من والـدی الاُستاذ فی الـعلـوم الـعقلـیـة و‏‎ ‎‏الـنقلـیـة هو أنّ کلـماتـه فی مسألـة الـعلـم مضطربـة، و نحن شاهدنا ذلک،‏‎ ‎‏فإنّ من راجع إلـیٰ کتبـه الأوّلیـة و الآخریـة یظهر لـه ذلک. فإنّـه قال فی‏‎ ‎‏«الـمشاعر» و «الـعرشیـة»‏‎[1]‎‏: إنّ عالـم الـطبع و الـدُثُور بعد ما لم یکن‏‎ ‎‏حاضراً عند ذاتـه، فکیف یکون حاضراً عند غیره؟! و هذا بظاهره إنکار الـعلـم‏‎ ‎‏لـه تعالـیٰ بالـداثرات.‏

‏‏من العبد السیّد مصطفیٰ عفی عنه‏