فصل (1) فی تعریف الطبیعة

‏‏فصل (1) فی تعریف الطبیعة‏

‏‏ ‏

‏‏قوله:‏‏ لا یجوز أن یفعل فعلاً خاصّاً.‏‏[‏‏5 : 249 / 7‏‏]‏

‏‏أقول:‏‏ هذا فی غایـة الـوضوح؛ لأنّ الـجسم بما هو جسم لابدّ و أن‏‎ ‎‏یشترک فی الأثر لا من جهـة الـتمسّک بقاعدة «الـواحد» حتّیٰ یقال: إنّـه فی‏‎ ‎‏الـبسیط الـحقیقی، بل لأنّ صدور الأفعال الـمخصوصـة یحتاج إلـیٰ‏‎ ‎‏خصوصیـة فی الـمبدأ حتّیٰ لا یلـزم الـترجیح بلامرجّح، فهذا ممّا لا ریب فیـه‏‎ ‎‏وجداناً و برهاناً.‏

‏‏و أمّا أنّ إثبات الـقویٰ الاُخریٰ بحیث تکون تلـک الـقویٰ مبدأ الأفعال و‏‎ ‎
‏‎

‎‏الآثار فهو بذلک الـدلیل. و الـبرهان ممنوع؛ لأنّ الإشکال یرتفع بأن یکون‏‎ ‎‏الـجسم شریک الـعلّـة فتحصّل الـخصوصیـة الـمعتبرة بالـشریک الآخر، أو‏‎ ‎‏یکون الـجسم متخصّصاً أوّلاً بتلـک الـجهات ثمّ یوجب الـتأثیر، فهذا الإشکال‏‎ ‎‏یحتاج إلـیٰ الـدفع کما هو الـواضح.‏

‏‏من العبد السیّد مصطفیٰ الخمینی عفی عنه‏

‏‏أوّل شهر الرجب سنة 1378‏

‏‏قوله:‏‏ مبدأ أوّل.‏‏[‏‏5 : 250 / 10‏‏]‏

‏‏أقول:‏‏ یرد علـیٰ الـتعریف أنّ الـمقرّر فی محلّـه لزوم الـقیود الـمعتبرة‏‎ ‎‏فی الـتعریف و لا یحتاج إلـیٰ الـقرینـة الـخارجیـة، فقولـه: «مبدأ» یشمل‏‎ ‎‏الـمبادئ الـفعلـیـة و الانفعالـیـة و الـذاتیـة و الـعرضیـة، و الـمقصود من‏‎ ‎‏الـمبدأ هو الـمبدأ الـفاعلـی الـذاتی فلابدّ من إیراد قید حتّیٰ یندفع سائر‏‎ ‎‏الإیرادات.‏

‏‏إن قلـت: قولـه: «بالـذات» یورث قید الـذاتی.‏

‏‏قلـت: إن اُرید منـه إرجاع قید الـذاتی إلـیٰ الـمبدأ، فیبقیٰ ما فیـه مطلـقاً‏‎ ‎‏و هو یحتاج إلـیٰ الـقید الـذاتی، و إن اُرید منـه الإرجاع إلـیٰ الـمبدأ و ما‏‎ ‎‏فیـه، یلـزم الإشکال الآخر فهو استعمال اللـفظ فی الأکثر من معنیً فی‏‎ ‎‏الـتعریف، علـیٰ فرض تسلّمـه.‏

‏‏ثمّ إنّ قولـه: «بالـذات» و قولـه: «لا بالـعرض» معنیً واحد، و توهّم‏‎ ‎‏الـدخالـة فی غیر محلّـه کما یظهر بمراجعـة الـمتن مع أنّ «لا بالـعرض» مثلاً‏‎ ‎‏یکفی لإخراج الـجمیع.‏

‏‏من العبد السیّد مصطفیٰ الخمینی عفی عنه‏