فصل (6) فی ذکر ما تجشّمه بعض المتأخّرین من أهل التحقیق لهذا المطلب و سمّاه برهان خاصّ الخاصّ

‏‏فصل (6) فی ذکر ما تجشّمه بعض المتأخّرین من أهل التحقیق لهذا المطلب و سمّاه برهان خاصّ الخاصّ‏

‏‏ ‏

‏‏قوله:‏‏ هی الـوجودات الـمتوسّطـة.‏‏[‏‏5 : 122 / 17‏‏]‏

‏‏أقول:‏‏ قد صرّح قبیل ذلک أنّ الـعقول الـمفارقـة من جهـة الإمکان‏‎ ‎‏الـذاتی منشأ وجود الـهیولیٰ، و الـسؤال یعود علـیـه أنّ الـتناسب غیر‏‎ ‎‏محفوظ. و الـجواب: أنّ الـعقل لیس ما منـه الـوجود بل الـعقل ما بـه‏‎ ‎‏الـوجود بالـنسبـة إلـیٰ الـهیولیٰ، و الـجواب یعود علـیـه.‏

‏‏هذا مع أنّ الـتناسب بین الـقوّة الـصرفـة و الـعقل الـمحض و بین ما هو‏‎ ‎‏فعلـیتـه عین قوّتـه، کثرتُـه عین وحدتِـه علـیٰ نسقٍ واحد، فکما یقع الـسؤال‏‎ ‎‏هناک یقع الـجواب هنا، و کما لا یمکن لهؤلاء الـعظماء رفع هذه الـغائلـة‏‎ ‎‏الـمعظّمـة، لا یمکن لهم رفعها بالـقیاس إلـیٰ الـهیولیٰ أیضاً.‏

‏‏و الإنصاف أنّهم فی هذه الـبادیـة صرعیٰ و فی هذه الـعویصـة سُکاریٰ،‏‎ ‎‏و لا یمکن لأحد حلّها إلاّ من جهـة الارتیاضات الـمؤدّیـة إلـیٰ مسلک‏‎ ‎‏الـعارف الـذی یعتقد بالـوحدة الإطلاقیـة لـه تعالـیٰ و بالـکثرة الـخیالـیـة‏‎ ‎‏الـواقعیـة فی عالـم الـخیال لغیره، و أنّ مجرّد الـقول بوساطـة الـوجودات‏‎ ‎
‏‎

‎‏لا یوجب صدور الـکثرات و الامتدادات منهم بعد ما لم یکن لتلـک الـوجودات‏‎ ‎‏اسمٌ؛ لأنّ الاسم الأوّل هو الـعقل، و الـثانی هو الـنفس الـمفارق الـذی هو‏‎ ‎‏بمنزلـة الـعقل، و الـثالـث الـخیالـیات الـتی أنکروها فی الـقوس الـنزول و‏‎ ‎‏هکذا فمَن الـموجودُ الـموجب لذلک؟ و لمزید الـتوضیح باب آخر.‏

‏‏من العبد السیّد مصطفیٰ الخمینی عفی عنه‏