فصل (3) فی نسبة العقل الفعّال إلی نفوسنا

‏‏فصل (3) فی نسبة العقل الفعّال إلی نفوسنا‏

‏‏ ‏

‏‏قوله:‏‏ و اعلـم.‏‏[‏‏3 : 462 / 23‏‏]‏

‏‏و اعلـم: أنّـه  ‏‏قدس سره‏‏ أثبت أنّ الإدراک فی الـحواسّ ـ بإیجاد الـنفس ـ‏‎ ‎‏الـصور الـمثالـیـة للـمحسوس بالـعرض، و هذا الـنزاع غیر ما فی الـکتب‏‎ ‎‏الـطبیعیـة من أنّ الإبصار هل هو بإخراج الـنور من الـحدقـة أو بانطباع أو‏‎ ‎‏کلـیهما أو باتّحاد الـنفس مع الـخارج کما عزِی الأوّل الـیٰ الـریاضیین و‏‎ ‎‏الـثانی الـیٰ الـطبیعیین و الـثالـث الـیٰ الإشراقیین؟‏

‏
‏‎

‎‏فإنّ الـماتن ‏‏قدس سره‏‏ لـیست فی هذا الـمقام بل غرضـه هو أنّ ما هو الـحاضر‏‎ ‎‏عند الـنفس لا یمکن أن یکون مادیّاً و ما فی حکمـه. و أمّا أنّ الـبدن یتهیّأ لأن‏‎ ‎‏یوجد الـنفس فی صقعـه ما هو الـمماثل لـه فلاشبهـة فیـه، و أمّا أنّ تهیّؤه لـها‏‎ ‎‏بالـخروج أو الانطباع أو غیر ذلـک ‏‏[‏‏فمحلّ خلاف‏‏]‏‏. نعم کلام الـشیخ الإشراقی‏‎ ‎‏ناظر الـیٰ ذلـک لـما یقول باتّحاد الـنفس مع الـمبادئ الـخیالـیـة و الـخیال‏‎ ‎‏الـمنفصل لـلأشیاء.‏

‏‏و أمّا تحقیق هذه المسألة:‏‏ فالـحقّ أنّها من غوامض الـفنّ کما أنّ کلّ‏‎ ‎‏مسالـة منـه کذلـک فإنّ ما اختاره الـمصنّف من أنّ الـنفس یوجدُ ما یماثلـه‏‎ ‎‏غیر تمام ظاهراً؛ فإنّ الـموجِد لابدّ و أن یکون واجداً قبلـه بالـقبلـیـة‏‎ ‎‏الـدهریـة و لا یمکن للـفاقد الإیجاد، فما یقول من الـمماثلـة أنّ الـنفس‏‎ ‎‏برؤیتـه الـمماثل یوجد فنسأل عن الـرؤیـة، أو أنّها لـتهیّؤه یوجد فهو یکون‏‎ ‎‏واجداً و کاملاً قبلـه مع أنّـه مادّی الـحدوث فیکمل من هذه الـطبیعـة. و لـقد‏‎ ‎‏أشبعناه الـکلام فی الـرسالـة الـمخصوصـة ولـکن لـم نأت بشیء محصّل‏‎ ‎‏ظاهراً لـیتمّ الـکلام، فتأمّل.‏

‏‏من السیّد مصطفیٰ عفی عنه‏

‏‏قوله:‏‏ ینبغی أن یکون.‏‏[‏‏3 : 464 / 2‏‏]‏

‏‏ولـیکن هکذا فإنّ الـعقل الـفعّال «کدخدا» هذا الـعالـم الـجرمانی، و أنّ‏‎ ‎‏مَثلـه فی الـطبیعی مثل الـنفس الـجزئیـة فی الـبدن. فالـعقل الـفعّال غیر‏‎ ‎‏مفارق و مفارق، ولـکن هذا الـغیر الـمفارقیـة غیر غیر الـمفارقیـة الـثابتـة‏‎ ‎‏للـنفس بالـنسبـة الـیٰ الـبدن، و حکم «کدخدا» إرجاع جمیع الاُمور الـیٰ‏‎ ‎‏خدا و هو الله تبارک و تعالـیٰ و عرض الـصور الـبهیـة و الـحسنـة الـیـه‏‎ ‎
‏‎

‎‏بنحوٍ. فکما بـه یصیر الـقوّة الـطبیعـة صورتها کذلـک بـه یصیر سائر الـقویٰ‏‎ ‎‏قبلـها.‏

‏‏من السیّد مصطفیٰ الخمینی‏

‏‏قوله:‏‏ سمّی بالـعقل الـفعّال.‏‏[‏‏3 : 464 / 5‏‏]‏

‏‏و ذلـک لـکون أشرف أفعالـه فی هذا الـعالـم إبلاغ الـقویٰ الـعقلـیـة‏‎ ‎‏الـیٰ فعلـیاتها و إلاّ یسمّیٰ باعتبارٍ حسّاً فعّالاً و خیالاً فعّالاً و وهماً فعّالاً و‏‎ ‎‏کذلـک.‏

‏‏من السیّد مصطفیٰ‏

‏‏ ‏

‏ ‏