المبحث الثانی فی الاتّفاق
قوله: أجرام صغارٌ لا یتجزّیٰ لـصلابتها.[2 : 253 / 18]
و هذا هو الـرأی الـمنسوب إلـیٰ لاپلاس الـغربی.
و قد قیل: أنّـه یستفاد من الـکریمـة:
«نَأتِی الْأَرْضَ نَنْقُصُهٰا مِنْ أطْرٰافِهٰا»
من السیّد مصطفیٰ الخمینی عفی عنه
قوله: فظهر أنّ وجود الـعالـم لـیس علـیٰ سبیل الاتّفاق.[2 : 256 / 21]
إن قلت: کان الـکلام فی أنّ الـقوم اتّفقوا علـیٰ أنّ الـفعل محتاجٌ إلـیٰ مادّة و صورة و فاعل، و فی الـغایـة إشکال. و الآن حَصْحَصَ أنّ الـفاعل أیضا محلّ إشکال. و أیضاً مسألـة الاتّفاق و الاتّفاقیات لـیس محلّ الـبحث عنها هنا؛ لـما أنّ الـبراهین الـقاطعـة ناهضـة علـیٰ ثبوت الـمبدأ الأوّل تعالـیٰ فالاتّفاق بلا أساس و الـبحث عنـه بلا وجـه، بل الـحکیم لابدّ لـه من إثبات الـغایـة فی الاتّفاقیات مثل الآخرین.
قلت: کلّ من قال بالـغایة قال بالـفاعل ولاعکس. وکلّ من یقول بالاتّفاق یقول بالـغایـة لـولا الاتّفاق، و حیث بطل الاتّفاق ثبت الـغایـة مطلـقاً.
کتابتعلیقات علی الحکمه المتعالیه [صدرالدین شیرازی ]صفحه 24 أو یقال: إنّ الـمرام سیقَ لإثبات الـغایـة فی جمیع الـمقامات و الـمباحث إلاّ أنّ فی مثل الـجزاف و الـعبث و الـطبائع یثبت مع ثبوت الـفاعل فرضاً، و الـقائل بالاتّفاق أیضاً ینکر الـغایـة، إلاّ أنّ إنکار الاتّفاق قهراً یثبت الـغایـة أیضاً بسببـه موضوعـه، و انتفاء الـمحکوم علـیـه.
هذا ما سنح إشکالاً و عرضتُـه علـیٰ والـدی الـعارف الـحکیم الـراسخ و أجاب بما سمعتَـه أخیراً، إلاّ أنّ بَعْدُ فی نفسی شیئاً؛ لـما أنّ إنکار الاتّفاق إنکارٌ لـموضوع الـبحث و هو إثبات الـغایـة لـلاتّفاقیات مع حفظ کونها اتّفاقیـة، فالـبحث عنها هنا ظنّی أنّـه بلا وجـه، و تطویل فی بحث الـغایات کما صرّح بـه نفسـه الـشریفـة من «أنّ الـکلام فی إشکال وقع فی الـغایـة و إلاّ اتّفقوا علـیٰ ثبوت الـعلـل الـثلاثـة الاُخَر».
من العبد السیّد مصطفیٰ الخمینی عفی عنه
قوله: الـبخت.[2 : 259 / 4]
قیل: هو کلـمـة فارسیـة معربـة و أصلـه الـحظّ و الـنصیب. و بینـه و بین الاتّفاق عموم مطلـق؛ فإنّ کلّ اتّفاق لـیس بختاً بخلاف عکسـه. فإنّ الاتّفاق الـسعید بختـة و الـشقیّ لـیس ببختٍ. و نظیره فی الـفارسیـة کلـمـة «شانس» ولـکن الـترادف أوفق بموارد استعمالاتـه.
لـما یقال: «خوش بخت، بدبخت، خوش شانس، بدشانس»، نعم یلاحظ الـبخت بالـقیاس إلـی الـحیوانات بل و الـنباتات بخلاف الاتّفاق فهو أعمّ من هذه الـجهـة.
السیّد مصطفیٰ عفی عنه
کتابتعلیقات علی الحکمه المتعالیه [صدرالدین شیرازی ]صفحه 25