کتاب المکاسب والمتاجِر
کتاب العاریة
نسخه چاپی | ارسال به دوستان
برو به صفحه: برو

پدیدآورنده : خمینی، روح الله، رهبر انقلاب و بنیانگذار جمهوری اسلامی ایران، 1279-1368

محل نشر : تهران

زمان (شمسی) : 1388

زبان اثر : عربی

کتاب العاریة

‏وهی التسلیط‏‎[1]‎‏ ‏‏ علی العین للانتفاع بها علیٰ جهة التبرّع وهی من العقود تحتاج إلیٰ‏‎ ‎‏إیجاب وقبول‏‏ ،‏‏ فالإیجاب کلّ لفظ له ظهور عرفی فی إرادة هذا المعنیٰ‏‏ ، ‏‏کقوله‏‏ :‏‏ «أعرتک» أو‏‎ ‎‏«أذنت لک فی الانتفاع به» أو «انتفع به» أو «خذه لتنتفع به» ونحو ذلک‏‏ ،‏‏ والقبول کلّما أفاد‏‎ ‎‏الرضا بذلک‏‏ ،‏‏ ویجوز أن یکون بالفعل‏‏ ؛‏‏ بأن یأخذ العین المعارة بعد إیجاب المعیر بهذا‏‎ ‎‏العنوان‏‏ ،‏‏ بل الظاهر أنّه لایحتاج فی وقوعها وصحّتها إلیٰ لفظ أصلاً فتقع بالمعاطاة کما إذا‏‎ ‎‏دفع إلیه قمیصاً لیلبسه فأخذه للبس أو دفع إلیه إناء أو بساطاً لیستعمله فأخذه واستعمله‏‏ .‏

(مسألة‏ ‏1)‏ :‏‏ یعتبر فی المعیر أن یکون مالکاً للمنفعة‏‏ ،‏‏ وله أهلیّة التصرّف‏‏ ،‏‏ فلا تصحّ‏‎ ‎‏إعارة الغاصب عیناً أو منفعة‏‏ ،‏‏ وفی جریان الفضولیّة فیها حتّیٰ تصـحّ بإجازة المالک‏‎ ‎‏کالبیع والإجارة وجه قویّ‏‏ .‏‏ وکذا لاتصحّ إعارة الصبیّ والمجنون والمحجور علیه - لسفه‏‎ ‎‏أو فلس‏‏ -‏‏ إلاّ مع إذن الولیّ أو الغرمـاء‏‏ ،‏‏ وفی صحّـة إعارة الصبیّ بإذن الولیّ احتمـال ‏‎ ‎‏لایخلو من قوّة‏‏ .‏

(مسألة‏ ‏2)‏ :‏‏ لایشترط فی المعیر ملکیّة العین‏‏ ،‏‏ بل یکفی ملکیّة المنفعة بالإجارة أو‏‎ ‎‏بکونها موصیٰ بها له بالوصیّة‏‏ ،‏‏ نعم إذا اشترط استیفاء المنفعة فی الإجارة بنفسه لیس له‏‎ ‎‏الإعارة‏‏ .‏

(مسألة‏ ‏3)‏ :‏‏ یعتبر فی المستعیر أن یکون أهلاً للانتفاع بالعین‏‏ ،‏‏ فلا تصحّ استعارة‏‎ ‎‏المصحف للکافر واستعارة الصید للمحرم لا من المحلّ ولا من المحرم‏‏ ، ‏‏وکذا یعتبر فیه‏‎ ‎‏التعیین فلو أعار شیئاً‏‏ ؛‏‏ أحد هذین أو أحد هؤلاء لم یصحّ‏‏ .‏‏ ولا یشترط أن یکون واحداً‏‏ ،‏‎ ‎‏فیصحّ إعارة شیء واحد لجماعة‏‏ ،‏‏ کما إذا قال‏‏ :‏‏ أعرت هذا الکتاب أو الإناء لهؤلاء العشرة‏‏ ،‏‎ ‎

کتابوسیلة النجاة مع ‏تعالیقصفحه 415

‏فیستوفون المنفعة بینهم بالتناوب أو القرعة کالعین المستأجرة‏‏ . ‏‏وفی جواز کونه عدداً‏‎ ‎‏غیر محصور کما إذا قال‏‏ :‏‏ أعرت هذا الشیء لکلّ الناس‏‏ ، ‏‏تأمّل‏‎[2]‎‏  ‏‏وإشکال‏‏ .‏

(مسألة‏ ‏4)‏ :‏‏ یعتبر فی العین المستعارة کونها ممّا یمکن الانتفاع بها منفعة محلّلة مع‏‎ ‎‏بقاء عینها کالعقارات والدوابّ والثیاب والکتب والأمتعة والصفر والحلیّ بل وفحل الضراب‏‎ ‎‏والهرّة والکلب للصید والحراسة وأشباه ذلک‏‏ ،‏‏ فلایجوز إعارة ما لا منفعة له محلّلة کآلات‏‎ ‎‏اللهو‏‏ ،‏‏ وکذا آنیة الذهب والفضّة بناءً علیٰ عموم حرمة الانتفاع بها‏‏ ،‏‏ وأمّا بناءً علی‏‎ ‎‏اختصاص الحرمة باستعمالها فی الأکل والشرب فلاتجوز إعارتها لخصوص هذه‏‎ ‎‏المنفعة‏‏ ،‏‏ وکذا ما لا ینتفع به إلاّ بإتلافه کالخبز والدهن والأشربة وأشباهها‏‏ .‏

(مسألة‏ ‏5)‏ :‏‏ یجوز إعارة الشاة للانتفاع بلبنها وصوفها ، والبئر‏‎[3]‎‏ ‏‏ للاستقاء منها‏‏ .‏

(مسألة‏ ‏6)‏ :‏‏ لایجوز استعارة الجواری للاستمتاع بها‏‏ ؛‏‏ لانحصار سبب حلّیتها بالتزویج‏‎ ‎‏وملک الیمین وبالتحلیل الراجع إلیٰ أحدهما‏‏ ،‏‏ نعم لابأس بإعارتهنّ للخدمة‏‏ ، ‏‏ولایجوز‏‎ ‎‏للمستعیر أن ینظر إلیٰ ما لا یجوز النظر إلیه منها لولا الاستعارة إلاّ بتحلیل المعیر‏‏ .‏

(مسألة‏ ‏7)‏ :‏‏ لایشترط تعیین العین المستعارة عند الإعارة‏‏ ،‏‏ فلو قال‏‏ :‏‏ أعرنی إحدیٰ‏‎ ‎‏دوابّک‏‏ ،‏‏ فقال‏‏ :‏‏ ادخل الإصطبل وخذ ما شئت منها‏‏ ،‏‏ صحّت العاریة‏‏ .‏

(مسألة‏ ‏8)‏ :‏‏ العین التی تعلّقت بها العاریة إن انحصرت جهة الانتفاع بها فی منفعة‏‎ ‎‏خاصّة کالبساط للافتراش واللحاف للتغطیة والخیمة للاکتنان وأشباه ذلک‏‏ ، ‏‏لایلزم‏‎ ‎‏التعرّض لجهة الانتفاع بها عند إعارتها واستعارتها‏‏ ،‏‏ وإن تعدّدت جهات الانتفاع بها‏‎ ‎‏کالأرض ینتفع بها للزرع والغرس والبناء‏‏ ،‏‏ والدابّة ینتفع بها للحمل والرکوب ونحو ذلک‏‏ ،‏‎ ‎‏فإن کانت إعارتها واستعارتها لأجل منفعة أو منافع خاصّة من منافعها یجب التعرّض لها‏‏ ،‏‎ ‎‏واختصّ حلیّة الانتفاع للمستعیر بما خصّصه المعیر‏‏ ، ‏‏وإن کانت لأجل الانتفاع المطلق جاز‏‎ ‎‏التعمیم والتصریح بالعموم‏‏ ؛‏‏ بأن یقول‏‏ :‏‏ أعرتک هذه الدابّة - مثلاً - لأجل أن تنتفع بها کلّ‏‎ ‎‏انتفاع مباح یحصل منها‏‏ ،‏‏ کما أنّه یجوز إطلاق العاریة بأن یقول‏‏ :‏‏ أعرتک هذه الدابّة‏‏ ،‏‏ فیجوز‏‎ ‎

کتابوسیلة النجاة مع ‏تعالیقصفحه 416

‏للمستعیر الانتفاع بسائر الانتفاعات المباحة المتعلّقة بها‏‏ ، ‏‏نعم ربّما یکون لبعض‏‎ ‎‏الانتفاعات بالنسبة إلیٰ بعض الأعیان خفاء لایندرج فی الإطلاق‏‏ ،‏‏ ففی مثله لابدّ من‏‎ ‎‏التنصیص به أو التعمیم علیٰ وجه یعمّه‏‏ ، ‏‏وذلک کالدفن فإنّه وإن کان من أحد وجوه‏‎ ‎‏الانتفاعات من الأرض کالبناء والزرع والغرس ومع ذلک لو اُعیرت الأرض إعارة مطلقة‏‎ ‎‏لایعمّه الإطلاق‏‏ .‏

(مسألة‏ ‏9)‏ :‏‏ العاریة جائزة من الطرفین ، فللمعیر الرجوع متیٰ شاء‏‏ ،‏‏ کما أنّ للمستعیر‏‎ ‎‏الردّ متیٰ شاء‏‏ .‏‏ نعم فی خصوص إعارة الأرض للدفن لم یجز للمعیر بعد الدفن والموت‏‎ ‎‏الرجوع عن الإعارة ونبش القبر وإخراج المیّت علی الأصحّ‏‎[4]‎‏ ،‏‏ وأمّا قبل ذلک فله الرجوع‏‏ ،‏‎ ‎‏حتّیٰ بعد وضعه فی القبر قبل مواراته‏‏ .‏‏ ولیس علی المعیر اُجرة الحفظ ومؤونته إذا رجع‏‎ ‎‏بعد الحفر قبل الدفن‏‏ ،‏‏ کما أنّه لیس علیٰ ولیّ المیّت طمّ الحفر بعدما کان بإذن من المعیر‏‏ .‏

(مسألة‏ ‏10)‏ :‏‏ تبطل العاریة بموت المعیر‏‏ ،‏‏ بل بزوال سلطنته بجنون ونحوه‏‏ .‏

(مسألة‏ ‏11)‏ :‏‏ یجب علی المستعیر الاقتصار فی نوع المنفعة علیٰ ما عیّنها المعیر‏‏ ،‏‎ ‎‏فلایجوز له التعدّی إلیٰ غیرها ولو کانت أدنیٰ وأقلّ ضرراً علی المعیر‏‏ ،‏‏ وکذا یجب أن‏‎ ‎‏یقتصر فی کیفیّة الانتفاع علیٰ ما جرت به العادة فلو أعاره دابّة للحمل لا یحمّلها إلاّ القدر‏‎ ‎‏المعتاد بالنسبة إلیٰ ذلک الحیوان وذلک المحمول وذلک الزمان والمکان‏‏ ،‏‏ فلو تعدّیٰ نوعاً أو‏‎ ‎‏کیفیّة کان غاصباً وضامناً‏‏ ،‏‏ وعلیه اُجرة‏‎[5]‎‏ ‏‏ ما استوفاه من المنفعة‏‏ .‏

(مسألة‏ ‏12)‏ :‏‏ لو أعاره أرضاً للبناء أو الغرس جاز له الرجوع‏‏ ،‏‏ وله إلزام المستعیر‏‎ ‎‏بالقلع‏‏ ،‏‏ لکن علیه الأرش‏‏ ،‏‏ وکذا فی عاریتها للزرع إذا رجع قبل إدراکه‏‏ ، ‏‏ویحتمل‏‎[6]‎‏  ‏‏عدم‏‎ ‎‏استحقاق إلزام المعیر بقلع الزرع لو رضی المستعیر بالبقاء بالاُجرة‏‏ ،‏‏ والأحوط لهما‏‎ ‎‏التراضی والتصالح‏‏ .‏‏ ومثل ذلک ما إذا أعار جذوعه للتسقیف‏‏ ،‏‏ ثمّ رجع بعدما أثبتها‏‎ ‎‏المستعیر فی البناء‏‏ .‏


کتابوسیلة النجاة مع ‏تعالیقصفحه 417

(مسألة‏ ‏13)‏ :‏‏ العاریة أمانة بید المستعیر‏‏ ،‏‏ لا یضمنها لو تلفت إلاّ بالتعدّی أو التفریط‏‏ .‏‎ ‎‏نعم لو شرط الضمان ضمنها وإن لم یکن تعدٍّ ولا تفریط‏‏ ،‏‏ کما أنّه لو کانت العین المعارة‏‎ ‎‏ذهباً أو فضّة ضمنها‏‏ ؛‏‏ یشترط فیها الضمان أو لم یشترط‏‎[7]‎‏ .‏

(مسألة‏ ‏14)‏ :‏‏ لایجوز للمستعیر إعارة العین المستعارة ولا إجارتها إلاّ بإذن المالک‏‏ ،‏‎ ‎‏فیکون إعارته حینئذٍ فی الحقیقة إعارة المالک ویکون المستعیر وکیلاً ونائباً عنه‏‏ ، ‏‏فلو خرج‏‎ ‎‏المستعیر عن قابلیّة الإعارة بعد ذلک‏‏ -‏‏ کما إذا جنّ‏‏ -‏‏ بقیت العاریة الثانیة علیٰ حالها‏‏ .‏

(مسألة‏ ‏15)‏ :‏‏ إذا تلفت العاریة بفعل المستعیر‏‏ ،‏‏ فإن کان بسبب الاستعمال المأذون فیه‏‎ ‎‏من دون التعدّی عن المتعارف‏‏ ،‏‏ فلیس علیه ضمان کما إذا هلکت الدابّة المستعارة للحمل‏‎ ‎‏بسبب الحمل علیها حملاً متعارفاً‏‏ ،‏‏ وإن کان بسبب آخر ضمنها‏‏ .‏

(مسألة‏ ‏16)‏ :‏‏ إنّما یبرأ المستعیر عن عهدة العین المستعارة بردّها إلیٰ مالکها أو وکیله‏‎ ‎‏أو ولیّه‏‏ ،‏‏ ولو ردّها إلیٰ حرزها الذی کانت فیه بلا ید من المالک ولا إذن منه لم یبرأ‏‏ ، ‏‏کما إذا‏‎ ‎‏ردّ الدابّة إلی الإصطبل وربطها فیه بلا إذن من المالک‏‏ ،‏‏ فتلفت أو أتلفها متلف‏‏ .‏

(مسألة‏ ‏17)‏ :‏‏ إذا استعار عیناً من الغاصب‏‏ ،‏‏ فإن لم یعلم بغصبه کان قرار الضمان علی‏‎ ‎‏الغاصب‏‏ ،‏‏ فإن تلفت فی ید المستعیر‏‎[8]‎‏ ‏‏ فللمالک الرجوع بعوض ماله علیٰ کلّ من الغاصب‏‎ ‎‏والمستعیر‏‏ ،‏‏ فإن رجع علی المستعیر یرجع هو علی الغاصب‏‏ ، ‏‏وإن رجع علی الغاصب لم‏‎ ‎‏یکن له الرجوع علی المستعیر‏‏ .‏‏ وکذلک بالنسبة إلیٰ بدل ما استوفاه‏‎[9]‎‏  ‏‏المستعیر من‏‎ ‎‏المنفعة‏‏ ،‏‏ فإنّه إذا رجع به علی المستعیر یرجع هو علی الغاصب دون العکس‏‏ .‏‏ وأمّا لو کان‏‎ ‎‏عالماً بالغصب لم یرجع المستعیر علی الغاصب لو رجع المالک علیه‏‏ ، ‏‏بل الأمر بالعکس‏‎ ‎‏فیرجع الغاصب علی المستعیر لو رجع المالک علیه‏‏ .‏‏ ولایجوز له أن یردّ العین إلی الغاصب‏‎ ‎‏بعد ما علم بالغصبیّة‏‏ ،‏‏ بل یجب أن یردّها إلیٰ مالکها‏‏ .‏

کتابوسیلة النجاة مع ‏تعالیقصفحه 418

  • )) أو هی عقد ثمرته ذلک ، أو ثمرته التبرّع بالمنفعة .
  • )) والأقویٰ عدم الجواز .
  • )) علیٰ إشکال فیها ، بل الأوّل أیضاً لا یخلو من تأمّل ؛ وإن کان الجواز فیهما لا یخلو من  وجه وقوّة .
  • )) بل علی الأحوط .
  • )) إذا تعدّیٰ نوعاً ، وأمّا إذا تعدّیٰ کیفیّة فلا یبعد أن تکون علیه اُجرة الزیادة .
  • )) ویحتمل جواز الإلزام بلا أرش ، والمسألة مشکلة جدّاً ، فلا یترک الاحتیاط فی  أشباهها بالتصالح والتراضی .
  • )) إلاّ إذا اشترط السقوط .
  • )) أو فی غیر یده بعد وقوعها علیها .
  • )) وغیر ما استوفاه من المنافع الفائتة .