التفصیل بین التقبیل وغیره من الملاعبة والملامسة
ویظهر من الـفقیـه الأصفهانی قدس سره الـتفصیل بین الـتقبیل، وبین الـملاعبـة والـملامسـة، فأوجب الـقضاء فی الأخیرتین، دون الأوّل.
ولعلّ نظره إلـیٰ أنّ الـتقبیل الـوارد فی الأخبار مختلف، فإن کان قبلـة واحدة فلا بأس بها، وظاهر الأخبار أیضاً أنّـه لایضرّ بالـصوم ولو انتهیٰ إلـی الإمناء؛ لأنّـه من الاُمور غیر الـمتعارفـة، وإذا کان الـرجل یقبّل کثیراً فهو منهیّ، والـظاهر بطلان الـصوم للنهی عنـه.
فمن الـطائفـة الاُولیٰ معتبر زرارة، عن أبی عبداللّٰه علیه السلام عن أبیجعفر علیه السلام قال: «لا تنقض القبلة الصوم».
کتابتحریرات فی الفقه: کتاب الصومصفحه 319 ومعتبر زرارة وأبی بصیر جمیعاً، عن أبی جعفر علیه السلام قال: «لا تنقض القبلة الصوم».
ولعلّ الـخبرین واحد.
ومعتبر سَماعـة بن مِهران قال: سألـت أبا عبداللّٰه علیه السلام عن الـقبلـة فی شهر رمضان للصائم، أتفطر؟
قال: «لا».
ومن الـطائفـة الـثانیـة روایـة علیّ بن جعفر فی کتابـه، عن أخیـه موسی بن جعفر علیه السلام قال: سألـتـه عن الـرجل أیصلح أن یلمس ویقبّل وهو یقضی شهر رمضان؟
قال: «لا».
ومعتبر منصور بن حازم ومحمّد بن مسلم وزرارة الـذی سبق، الـحاکم بأنّ مع الأمن من عدم سبق الـمنیّ یجوز، وفیـه الـسؤال عن الـتقبیل بصیغـة الـمضارع، وهکذا فی الأوّل.
فکأنّ بالـنظر إلـیٰ مجموع الأخبار یظهر: أنّ الـقبلـة الـواحدة لا بأس
کتابتحریرات فی الفقه: کتاب الصومصفحه 320 بها، وقضیّـة إطلاق أدلّتها عدم إضرارها بالـصوم ولو أمنیٰ.
ومن الـقریب أنّ الـسؤال حول الـقبلـة أو بیان حکم الـقبلـة بدواً، یکون بلحاظ انتهائـه إلـی الإمناء وعدمـه، وإلاّ فأصل جواز الـقبلـة تکلیفاً وعدم کونـه من الـمفطرات، من الـواضحات الـغنیّـة عن الـبیان، ولاسیّما فی عصر الـجعفرین علیهماالسلام، ولو ورد فی بعض الأخبار جواز الـقبلـة الـمداومـة، فهو لاینافی تقیـیدها بما سبق، فیکون مفطراً إذا أمنیٰ فی صورة الـخوف وعدم الأمن والـوثوق.
فما مرّ منّا من الاستدلال لـمفطریّـة ما لـیس بمتعارف فی الانتهاء إلـی الإمناء بأخبار الـتقبیل، مخدوش بهذا الـتقریب؛ ضرورة أنّ الـروایات فی خصوص الـقبلـة مضطربـة، وهذا ما وعدنا بـه آنفاً.
کتابتحریرات فی الفقه: کتاب الصومصفحه 321