مطلع 11
قد حان حین أن تعلم معنی «خلافة» العقل الکلّی فی العالم الخلقی. فإنّ خلافته خلافة فی الظهور فی الحقائق الکونیّة. و نبوّته إظهار کمالات مبدئه المتعال و إبراز الأسماء و الصفات من حضرة الجمع ذی الجلال. و ولایته التصرف التامّ فی جمیع مراتب الغیب و الشهود، تصرّف النفس الإنسانیّة فی أجزاء بدنها. بل تصرّفه لا یقاس بتصرّفها، فإنّه لعدم شوبه بالقوّة و اعتناقه بالعدم و النقصان، یکون أقوی فی الوجود و الإیجاد و التصرف و الإمداد. فهو الظاهر و الحقّ به «الظاهر»؛ و هو الباطن و الحقّ به «الباطن».
و لا تتوهّمن من هذا التعبیر أنّ ظهور الحقّ و بطونه تبع ظهوره و بطونه! فإنّ ذلک توهّم فاسد و ظنّ فی سوق الیقین و المعرفة کاسد. بل الأصل فی الظهور و الإظهار هو الحقّ. بل لاظهور و لا وجود إلّا له، تبارک و تعالی؛ و العالم خیال فی خیال عند الأحرار.
کتابمصباح الهدایة الی الخلافة والولایةصفحه 72