فصل:أصناف المستحقّین للزکاة
ومصارفها ثمانیة:
الأوّل و الثانی :الفقیر و المسکین،والثانی أسوأ حالاً من الأوّل،والفقیر الشرعی:من لا یملک مؤونة السنة له ولعیاله،والغنیّ الشرعی بخلافه،فمن کان عنده ضیعة أو عقار أو مواش أو نحو ذلک تقوم بکفایته وکفایة عیاله فی طول السنة لا یجوز له أخذ الزکاة،وکذا إذا کان له رأس مال یقوم ربحه بمؤونته،أو کان له من النقد أو الجنس ما یکفیه وعیاله،و إن کان لسنة واحدة،و أمّا إذا کان أقلّ من مقدار کفایة سنته یجوز له أخذها،وعلی هذا فلو کان عنده بمقدار
کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. 2)صفحه 126 الکفایة ونقص عنه بعد صرف بعضه فی أثناء السنة یجوز له الأخذ،ولا یلزم أن یصبر إلی آخر السنة حتّی یتمّ ما عنده،ففی کلّ وقت لیس عنده مقدار الکفایة المذکورة یجوز له الأخذ،وکذا لا یجوز لمن کان ذا صنعة أو کسب یحصّل منهما مقدار مؤونته،والأحوط عدم أخذ القادر علی الاکتساب إذا لم یفعل تکاسلاً.
(مسألة 1): لو کان له رأس مال لا یقوم ربحه بمؤونته لکن عینه تکفیه، لا یجب علیه صرفها فی مؤونته،بل یجوز له إبقاؤه للاتّجار به وأخذ البقیّة من الزکاة،وکذا لو کان صاحب صنعة تقوم آلاتها،أو صاحب ضیعة تقوم قیمتها بمؤونته،ولکن لا یکفیه الحاصل منهما،لا یجب علیه بیعها وصرف العوض فی المؤونة،بل یبقیها ویأخذ من الزکاة بقیّة المؤونة.
(مسألة 2): یجوز أن یعطی الفقیر أزید من مقدار مؤونة سنته دفعة، فلا یلزم الاقتصار علی مقدار مؤونة سنة واحدة،وکذا فی الکاسب الذی لا یفی کسبه بمؤونة سنته،أو صاحب الضیعة التی لا یفی حاصلها،أو التاجر الذی لا یفی ربح تجارته بمؤونة سنته لا یلزم الاقتصار علی إعطاء التتمّة،بل یجوز دفع ما یکفیه لسنین،بل یجوز جعله غنیّاً عرفیاً و إن کان الأحوط الاقتصار،نعم لو أعطاه دفعات لا یجوز بعد أن حصل عنده مؤونة السنة أن یعطی شیئاً ولو قلیلاً ما دام کذلک.
(مسألة 3): دار السکنی و الخادم وفرس الرکوب المحتاج إلیها بحسب حاله
کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. 2)صفحه 127 ولو لعزّه وشرفه لا یمنع من إعطاء الزکاة وأخذها،بل ولو کانت متعدّدة مع الحاجة إلیها،وکذا الثیاب و الألبسة الصیفیة و الشتویة؛السفریة و الحضریة-ولو کانت للتجمّل-وأثاث البیت من الفروش و الظروف وسائر ما یحتاج إلیه، فلا یجب بیعها فی المؤونة،بل لو کان فاقداً لها مع الحاجة جاز أخذ الزکاة لشرائها،وکذا یجوز أخذها لشراء الدار و الخادم وفرس الرکوب و الکتب العلمیة ونحوها مع الحاجة إلیها،نعم لو کان عنده من المذکورات أو بعضها أزید من مقدار حاجته بحسب حاله،وجب صرفه فی المؤونة،بل إذا کانت عنده دار تزید عن حاجته وأمکنه بیع المقدار الزائد منها عن حاجته وجب بیعه،بل لو کانت له دار تندفع حاجته بأقلّ منها قیمة،فالأحوط بیعها وشراء الأدون وکذا فی العبد و الجاریة و الفرس.
(مسألة 4): إذا کان یقدر علی التکسّب لکن ینافی شأنه-کما لو کان قادراً علی الاحتطاب والاحتشاش الغیر اللائقین بحاله-یجوز له أخذ الزکاة،وکذا إذا کان عسراً ومشقّة؛من جهة کبر أو مرض أو ضعف،فلا یجب علیه التکسّب حینئذٍ.
(مسألة 5): إذا کان صاحب حرفة وصنعة ولکن لا یمکنه الاشتغال بها من جهة فقد الآلات أو عدم الطالب،جاز له أخذ الزکاة.
(مسألة 6): إذا لم یکن له حرفة ولکن یمکنه تعلّمها من غیر مشقّة،ففی
کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. 2)صفحه 128 وجوب التعلّم وحرمة أخذ الزکاة بترکه إشکال،والأحوط التعلّم وترک الأخذ بعده،نعم ما دام مشتغلاً بالتعلّم لا مانع من أخذها.
(مسألة 7): من لا یتمکّن من التکسّب طول السنة إلّافی یوم أو اسبوع -مثلاً-ولکن یحصل له فی ذلک الیوم أو الاُسبوع مقدار مؤونة السنة فترکه وبقی طول السنة لا یقدر علی الاکتساب لا یبعد جواز أخذه،و إن قلنا:إنّه عاص بالترک فی ذلک الیوم أو الاُسبوع؛لصدق الفقیر علیه حینئذٍ.
(مسألة 8): لو اشتغل القادر علی الکسب بطلب العلم المانع عنه،یجوز له أخذ الزکاة إذا کان ممّا یجب تعلّمه عیناً أو کفایة،وکذا إذا کان ممّا یستحبّ تعلّمه کالتفقّه فی الدین اجتهاداً أو تقلیداً،و إن کان ممّا لا یجب ولا یستحبّ -کالفلسفة و النجوم و الریاضیات و العروض و العلوم الأدبیة لمن لا یرید التفقّه فی الدین-فلا یجوز أخذه.
(مسألة 9): لو شکّ فی أنّ ما بیده کافٍ لمؤونة سنته أم لا،فمع سبق وجود ما به الکفایة لا یجوز الأخذ،ومع سبق العدم وحدوث ما یشکّ فی کفایته یجوز؛ عملاً بالأصل فی الصورتین.
(مسألة 10): المدّعی للفقر إن عرف صدقه أو کذبه عومل به،و إن جهل الأمران فمع سبق فقره یعطی من غیر یمین،ومع سبق الغنی أو الجهل بالحالة السابقة
کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. 2)صفحه 129 فالأحوط عدم الإعطاء،إلّامع الظنّ بالصدق ،خصوصاً فی الصورة الاُولی.
(مسألة 11): لو کان له دین علی الفقیر جاز احتسابه زکاة؛سواء کان حیّاً أو میّتاً،لکن یشترط فی المیّت أن لا یکون له ترکة تفی بدینه،وإلّا لا یجوز، نعم لو کان له ترکة لکن لا یمکن الاستیفاء منها لامتناع الورثة أو غیرهم، فالظاهر الجواز.
(مسألة 12): لا یجب إعلام الفقیر أنّ المدفوع إلیه زکاة،بل لو کان ممّن یترفّع ویدخله الحیاء منها و هو مستحقّ،یستحبّ دفعها إلیه علی وجه الصلة ظاهراً و الزکاة واقعاً،بل لو اقتضت المصلحة التصریح کذباً بعدم کونها زکاة جاز؛إذا لم یقصد القابض عنواناً آخر غیر الزکاة،بل قصد مجرّد التملّک.
(مسألة 13): لو دفع الزکاة باعتقاد الفقر،فبان کون القابض غنیّاً،فإن کانت العین باقیة ارتجعها،وکذا مع تلفها إذا کان القابض عالماً بکونها زکاة و إن کان جاهلاً بحرمتها للغنیّ،بخلاف ما إذا کان جاهلاً بکونها زکاة فإنّه لا ضمان علیه،ولو تعذّر الارتجاع أو تلفت بلا ضمان أو معه ولم یتمکّن الدافع من أخذ العوض کان ضامناً فعلیه الزکاة مرّة اخری،نعم لو کان الدافع هو
کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. 2)صفحه 130 المجتهد أو المأذون منه لا ضمان علیه ولا علی المالک الدافع إلیه.
(مسألة 14): لو دفع الزکاة إلی غنیّ جاهلاً بحرمتها علیه أو متعمّداً، استرجعها مع البقاء،أو عوضها مع التلف وعلم القابض ،ومع عدم الإمکان یکون علیه مرّة اخری،ولا فرق فی ذلک بین الزکاة المعزولة وغیرها،وکذا فی المسألة السابقة،وکذا الحال لو بان أنّ المدفوع إلیه کافر أو فاسق-إن قلنا باشتراط العدالة-أو ممّن تجب نفقته علیه،أو هاشمی إذا کان الدافع من غیر قبیله.
(مسألة 15): إذا دفع الزکاة باعتقاد أنّه عادل فبان فقیراً فاسقاً،أو باعتقاد أ نّه عالم فبان جاهلاً،أو زید فبان عمراً،أو نحو ذلک،صحّ وأجزأ إذا لم یکن علی وجه التقیید ،بل کان من باب الاشتباه فی التطبیق،ولا یجوز استرجاعه حینئذٍ و إن کانت العین باقیة،و أمّا إذا کان علی وجه التقیید فیجوز، کما یجوز نیّتها مجدّداً مع بقاء العین أو تلفها إذا کان ضامناً؛بأن کان عالماً باشتباه الدافع وتقییده.
الثالث :العاملون علیها،وهم المنصوبون من قبل الإمام علیه السلام أو نائبه الخاصّ أو العامّ لأخذ الزکوات وضبطها وحسابها وإیصالها إلیه،أو إلی الفقراء علی حسب إذنه،فإنّ العامل یستحقّ منها سهماً فی مقابل عمله و إن کان غنیّاً.
کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. 2)صفحه 131 ولا یلزم استئجاره من الأوّل أو تعیین مقدار له علی وجه الجعالة،بل یجوز أیضاً أن لا یعیّن له ویعطیه بعد ذلک ما یراه،ویشترط فیهم التکلیف بالبلوغ و العقل و الإیمان،بل العدالة والحرّیة أیضاً علی الأحوط،نعم لا بأس بالمکاتب،ویشترط أیضاً معرفة المسائل المتعلّقة بعملهم اجتهاداً أو تقلیداً،وأن لا یکونوا من بنی هاشم،نعم یجوز استئجارهم من بیت المال أو غیره،کما یجوز عملهم تبرّعاً،والأقوی عدم سقوط هذا القسم فی زمان الغیبة مع بسط ید نائب الإمام علیه السلام فی بعض الأقطار،نعم یسقط بالنسبة إلی من تصدّی بنفسه لإخراج زکاته وإیصالها إلی نائب الإمام علیه السلام أو إلی الفقراء بنفسه.
الرابع :المؤلّفة قلوبهم من الکفّار،الذین یراد من إعطائهم الفتهم ومیلهم إلی الإسلام،أو إلی معاونة المسلمین فی الجهاد مع الکفّار أو الدفاع،ومن المؤلّفة قلوبهم ضعفاء العقول من المسلمین لتقویة اعتقادهم،أو لإمالتهم إلی المعاونة فی الجهاد أو الدفاع.
الخامس :الرقاب وهم ثلاثة أصناف:
الأوّل:المکاتب العاجز عن أداء مال الکتابة؛مطلقاً کان أو مشروطاً، والأحوط أن یکون بعد حلول النجم،ففی جواز إعطائه قبل حلوله إشکال، ویتخیّر بین الدفع إلی کلّ من المولی و العبد،لکن إن دفع إلی المولی واتّفق عجز العبد عن باقی مال الکتابة فی المشروط فردّ إلی الرقّ یسترجع منه،کما أنّه لو دفعها إلی العبد ولم یصرفها فی فکّ رقبته لاستغنائه بإبراء أو تبرّع أجنبیّ
کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. 2)صفحه 132 یسترجع منه،نعم یجوز الاحتساب حینئذٍ من باب سهم الفقراء إذا کان فقیراً، ولو ادّعی العبد أنّه مکاتب أو أنّه عاجز،فإن علم صدقه أو أقام بیّنة قبل قوله، وإلّا ففی قبول قوله إشکال،والأحوط عدم القبول؛سواء صدّقه المولی أو کذّبه، کما أنّ فی قبول قول المولی مع عدم العلم و البیّنة أیضاً کذلک؛سواء صدّقه العبد أو کذّبه،ویجوز إعطاء المکاتب من سهم الفقراء إذا کان عاجزاً عن التکسّب للأداء،ولا یشترط إذن المولی فی الدفع إلی المکاتب؛سواء کان من باب الرقاب أو من باب الفقر.
الثانی:العبد تحت الشدّة،والمرجع فی صدق الشدّة العرف،فیشتری ویعتق، خصوصاً إذا کان مؤمناً فی ید غیر المؤمن.
الثالث:مطلق عتق العبد مع عدم وجود المستحقّ للزکاة،ونیّة الزکاة فی هذا و السابق عند دفع الثمن إلی البائع،والأحوط الاستمرار بها إلی حین الإعتاق.
السادس :الغارمون وهم الذین رکبتهم الدیون وعجزوا عن أدائها و إن کانوا مالکین لقوت سنتهم،ویشترط أن لا یکون الدین مصروفاً فی المعصیة وإلّا لم یقض من هذا السهم،و إن جاز إعطاؤه من سهم الفقراء؛سواء تاب عن المعصیة أو لم یتب ،بناءً علی عدم اشتراط العدالة فی الفقیر،وکونه مالکاً لقوت سنته لا ینافی فقره لأجل وفاء الدین الذی لا یکفی کسبه أو ما عنده به،
کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. 2)صفحه 133 وکذا یجوز إعطاؤه من سهم سبیل اللّٰه ،ولو شکّ فی أنّه صرفه فی المعصیة أم لا،فالأقوی جواز إعطائه من هذا السهم و إن کان الأحوط خلافه،نعم لا یجوز له الأخذ إذا کان قد صرفه فی المعصیة،ولو کان معذوراً فی الصرف فی المعصیة لجهل أو اضطرار أو نسیان أو نحو ذلک لا بأس بإعطائه.وکذا لو صرفه فیها فی حال عدم التکلیف لصغر أو جنون،ولا فرق فی الجاهل بین کونه جاهلاً بالموضوع أو الحکم
(مسألة 16): لا فرق بین أقسام الدین؛من قرض أو ثمن مبیع أو ضمان مال أو عوض صلح أو نحو ذلک،کما لو کان من باب غرامة إتلاف،فلو کان الإتلاف جهلاً أو نسیاناً ولم یتمکّن من أداء العوض جاز إعطاؤه من هذا السهم،بخلاف ما لو کان علی وجه العمد و العدوان.
(مسألة 17): إذا کان دینه مؤجّلاً،فالأحوط عدم الإعطاء من هذا السهم قبل حلول أجله،و إن کان الأقوی الجواز.
(مسألة 18): لو کان کسوباً یقدر علی أداء دینه بالتدریج،فإن کان الدیّان مطالباً،فالظاهر جواز إعطائه من هذا السهم،و إن لم یکن مطالباً،فالأحوط عدم إعطائه.
(مسألة 19): إذا دفع الزکاة إلی الغارم فبان بعده أنّ دینه فی معصیة ارتجع منه،إلّاإذا کان فقیراً،فإنّه یجوز احتسابه علیه من سهم الفقراء ،وکذا إذا تبیّن
کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. 2)صفحه 134 أ نّه غیر مدیون،وکذا إذا أبرأه الدائن بعد الأخذ لوفاء الدین.
(مسألة 20): لو ادّعی أنّه مدیون،فإن أقام بیّنة قبل قوله،وإلّا فالأحوط عدم تصدیقه و إن صدّقه الغریم،فضلاً عمّا لو کذّبه أو لم یصدّقه.
(مسألة 21): إذا أخذ من سهم الغارمین لیصرفه فی أداء الدین ثمّ صرفه فی غیره ارتجع منه.
(مسألة 22): المناط هو الصرف فی المعصیة أو الطاعة لا القصد من حین الاستدانة،فلو استدان للطاعة فصرف فی المعصیة لم یعط من هذا السهم،وفی العکس بالعکس.
(مسألة 23): إذا لم یکن الغارم متمکّناً من الأداء حالاًّ وتمکّن بعد حین،کأن یکون له غلّة لم یبلغ أوانها أو دین مؤجّل یحلّ أجله بعد مدّة،ففی جواز إعطائه من هذا السهم إشکال،و إن کان الأقوی عدم الجواز مع عدم المطالبة من الدائن، أو إمکان الاستقراض و الوفاء من محلّ آخر ثمّ قضاؤه بعد التمکّن.
(مسألة 24): لو کان دین الغارم لمن علیه الزکاة،جاز له احتسابه علیه زکاة، بل یجوز أن یحتسب ما عنده من الزکاة وفاء للدین ویأخذها مقاصّة و إن لم یقبضها المدیون ولم یوکّل فی قبضها،ولا یجب إعلام المدیون بالاحتساب علیه،أو بجعلها وفاءً وأخذها مقاصّة
(مسألة 25): لو کان الدین لغیر من علیه الزکاة یجوز له وفاؤه عنه بما
کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. 2)صفحه 135 عنده منها ولو بدون اطّلاع الغارم.
(مسألة 26): لو کان الغارم ممّن تجب نفقته علی من علیه الزکاة،جاز له إعطاؤه لوفاء دینه أو الوفاء عنه،و إن لم یجز إعطاؤه لنفقته.
(مسألة 27): إذا کان دیّان الغارم مدیوناً لمن علیه الزکاة،جاز له إحالته علی الغارم،ثمّ یحسب علیه،بل یجوز له أن یحسب ما علی الدیّان وفاء عمّا فی ذمّة الغارم؛و إن کان الأحوط أن یکون ذلک بعد الإحالة.
(مسألة 28): لو کان الدین للضمان عن الغیر تبرّعاً لمصلحة مقتضیة لذلک مع عدم تمکّنه من الأداء و إن کان قادراً علی قوت سنته،یجوز الإعطاء من هذا السهم و إن کان المضمون عنه غنیّاً.
(مسألة 29): لو استدان لإصلاح ذات البین-کما لو وجد قتیل لا یدری قاتله وکاد أن یقع بسببه الفتنة فاستدان للفصل-فإن لم یتمکّن من أدائه جاز الإعطاء من هذا السهم،وکذا لو استدان لتعمیر مسجد أو نحو ذلک من المصالح العامّة، و أمّا لو تمکّن من الأداء فمشکل،نعم لا یبعد جواز الإعطاء من سهم سبیل اللّٰه و إن کان لا یخلو عن إشکال أیضاً،إلّاإذا کان من قصده حین الاستدانة ذلک.
السابع :سبیل اللّٰه،و هو جمیع سبل الخیر کبناء القناطر و المدارس
کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. 2)صفحه 136 والخانات و المساجد وتعمیرها وتخلیص المؤمنین من ید الظالمین،ونحو ذلک من المصالح کإصلاح ذات البین،ودفع وقوع الشرور و الفتن بین المسلمین،وکذا إعانة الحجّاج و الزائرین وإکرام العلماء و المشتغلین مع عدم تمکّنهم من الحجّ والزیارة والاشتغال ونحوها من أموالهم،بل الأقوی جواز دفع هذا السهم فی کلّ قربة مع عدم تمکّن المدفوع إلیه من فعلها بغیر الزکاة،بل مع تمکّنه أیضاً،لکن مع عدم إقدامه إلّابهذا الوجه.
الثامن :ابن السبیل،و هو المسافر الذی نفدت نفقته أو تلفت راحلته بحیث لا یقدر معه علی الذهاب،و إن کان غنیّاً فی وطنه،بشرط عدم تمکّنه من الاستدانة أو بیع ما یملکه أو نحو ذلک،وبشرط أن لا یکون سفره فی معصیة، فیدفع إلیه قدر الکفایة اللائقة بحاله من الملبوس و المأکول و المرکوب أو ثمنها أو اجرتها إلی أن یصل إلی بلده بعد قضاء وطره من سفره،أو یصل إلی محلّ یمکنه تحصیلها بالاستدانة أو البیع أو نحوهما،ولو فضل ممّا اعطی شیء ولو بالتضییق علی نفسه أعاده علی الأقوی؛من غیر فرق بین النقد و الدابّة و الثیاب ونحوها،فیدفعه إلی الحاکم ویعلمه بأ نّه من الزکاة،و أمّا لو کان فی وطنه وأراد إنشاء السفر المحتاج إلیه ولا قدرة له علیه فلیس من ابن السبیل،نعم لو تلبّس بالسفر علی وجه یصدق علیه ذلک یجوز إعطاؤه من هذا السهم،و إن لم یتجدّد نفاد نفقته،بل کان أصل ماله قاصراً،فلا یعطی من هذا السهم قبل أن یصدق علیه اسم ابن السبیل،نعم لو کان فقیراً یعطی من سهم الفقراء.
(مسألة 30): إذا علم استحقاق شخص للزکاة ولکن لم یعلم من أیّ
کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. 2)صفحه 137 الأصناف،یجوز إعطاؤه بقصد الزکاة من غیر تعیین الصنف،بل إذا علم استحقاقه من جهتین یجوز إعطاؤه من غیر تعیین الجهة.
(مسألة 31): إذا نذر أن یعطی زکاته فقیراً معیّناً لجهة راجحة أو مطلقاً ینعقد نذره،فإن سها فأعطی فقیراً آخر أجزأ،ولا یجوز استرداده و إن کانت العین باقیة،بل لو کان ملتفتاً إلی نذره وأعطی غیره متعمّداً أجزأ أیضاً؛و إن کان آثماً فی مخالفة النذر وتجب علیه الکفّارة،ولا یجوز استرداده أیضاً؛لأنّه قد ملک بالقبض.
(مسألة 32): إذا اعتقد وجوب الزکاة علیه فأعطاها فقیراً،ثمّ تبیّن له عدم وجوبها علیه،جاز له الاسترجاع إذا کانت العین باقیة،و أمّا إذا شکّ فی وجوبها علیه وعدمه فأعطی احتیاطاً ثمّ تبیّن له عدمه،فالظاهر عدم جواز الاسترجاع و إن کانت العین باقیة .
کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. 2)صفحه 138