الأمر السادس: فی أنّ الألفاظ موضوعة لذات المعانی
نسخه چاپی | ارسال به دوستان
برو به صفحه: برو

پدیدآورنده : خمینی، روح الله، رهبر انقلاب و بنیانگذار جمهوری اسلامی ایران، 1279 - 1368

محل نشر : تهران

زمان (شمسی) : 1387

زبان اثر : عربی

الأمر السادس: فی أنّ الألفاظ موضوعة لذات المعانی

‏ ‏

‏ ‏

‏ ‏

‏ ‏

‏ ‏

الأمر السادس فی أنّ الألفاظ موضوعة لذات المعانی

‏ ‏

‏     ‏‏الحقّ أنّ الألفاظ موضوعة لذوات المعانی لا بما أ نّها مُرادة، سواء اُرید به‏‎ ‎‏تقیّدها بها بالذات أو بالعرض ـ أی سواء اُرید أ نّها موضوعة للمرادة بالذات‏‎ ‎‏أو بالعرض ـ تقیّداً اسمیّاً؛ لأنّ الإرادة لمّا کانت من شؤون النفس لا یمکن أن‏‎ ‎‏تتعلّق بالذات بما هو خارج عن إحاطتها، فما تتعلّق به بالذات هو الصورة‏‎ ‎‏القائمة بالنفس صدوریّاً‏‎[1]‎‏ أو حلولیّاً علی المشربینِ، وأمّا الخارج فهو المراد‏‎ ‎‏بالعرض کما أ نّه المعلوم بالعرض، وإن کان الخارج بوجهٍ هو المطلوب والمراد،‏‎ ‎‏والصورة فانیة فیه وتکون ما بها ینظر.‏

‏     فحینئذٍ إن وُضعت للمراد بالذات یلزم منه عدم انطباقها علی الخارج‏‎ ‎‏حتی مع التجرید، مضافاً إلی ورود ما یرد علی الشِّقّ الثانی ـ أی الوضع‏‎ ‎‏للمراد بالعرض ـ علیه. وإن وُضعت للمراد بالعرض یلزم منه عدم صحّة‏‎ ‎


مناهج الوصول الی علم الاصولج. 1صفحه 113

‏الحمل إلاّ مع التجرید، مع صحّته بدونه بالضرورة، مع لزوم کون الوضع عامّاً‏‎ ‎‏والموضوع له خاصّاً فی جمیع الأوضاع، إلاّ أن یقال بتقیّدها بمفهوم الإرادة،‏‎ ‎‏وهو مقطوع الفساد، ولم یقل به أحد.‏

‏     أو‏‎[2]‎‏ اُرید وضعها لذات المعنی المراد، لا بما أ نّها مرادة وملحوظة فیها‏‎ ‎‏الإرادة، بل لذات ما تتعلّق به من غیر تقیّد بها، بل للمتضیّق بواسطة‏‎ ‎‏تعلّقها به، سواء اُرید ـ أیضاً ـ ذات ما تعلّق بها الإرادة بالذات أو‏‎ ‎‏بالعرض: أمّا الأوّل فلورود بعض الإشکالات المتقدّمة کعدم صحّة‏‎ ‎‏الحمل علیه، وأمّا الثانی ‏‏[‏‏فهو‏‏]‏‏ وإن سَلِم عن الإشکالات المزبورة حتّی‏‎ ‎‏لزوم خصوص الموضوع له ـ لأنّ التخصّص بالعرض لا یوجب جزئیّة‏‎ ‎‏ما هو کلّیّ ـ لکنّه خلاف التبادر والوجدان، ورفع الید عنه یحتاج إلی دلیل،‏‎ ‎‏وهو مفقود.‏

‏     ‏لایقال:‏ وضع اللفظ للمعنی بما أ نّه فعلٌ اختیاریّ لابدّ له من غایة، وهی‏‎ ‎‏إظهار مرادات المتکلّمین، فلا محیص إلاّ أن یکون موضوعاً للمعنی المراد؛‏‎ ‎‏لأنّ الغایة علّة فاعلیّة الفاعل، ولمّا کانت الغایة إظهار المرادات تحرّکَ الواضع‏‎ ‎‏إلی وضعه للمعنی المراد لا مطلقاً؛ لأنّ المعلول یتضیّق بتضیّق علّته من غیر‏‎ ‎‏تقّید، ولا یمکن أوسعیّة المعلول من علّته. هذا مضافاً إلی لزوم اللَّغویّة إذا‏‎ ‎‏وضع لذات المعنی بعد کون الداعی إفادة المراد‏‎[3]‎‏.‏

‏ ‏


مناهج الوصول الی علم الاصولج. 1صفحه 114

‏     ‏فإنّه یقال:‏ العلّة الغائیّة للوضع إفادة المرادات، لکن لا بما أ نّها مرادات، بل‏‎ ‎‏بما هی نفس الحقائق؛ لأنّ المتکلّم بالألفاظ یرید إفادة نفس المعانی لا بما أ نّها‏‎ ‎‏مرادة، والواضع وضع اللفظ لذلک، وأمّا کون المعانی مرادة فهو مغفول عنه‏‎ ‎‏عند السامع والمتکلّم، فدعوی کون الغایة إفهام المرادات بما هی کذلک‏‎ ‎‏فاسدة، بل الغایة إفهام نفس المعانی، وکونها مرادة إنّما هو حین الاستعمال‏‎ ‎‏أو من مقدّماته، ولا ربط له بالوضع.‏

‏     وممّا ذکرنا یظهر النظر فی الکلام المنسوب‏‎[4]‎‏ إلی العَلَمین‏‎[5]‎‏؛ لأنّ‏‎ ‎‏لازم کون الدلالة الوضعیّة تابعة للإرادة أن تکون الألفاظ موضوعة للمعانی‏‎ ‎‏المرادة، ولمّا کان الوضع للمتقیّد بها ظاهر البطلان لابدّ من صرف کلامهما‏‎ ‎‏إلی ما ذکر أخیراً من کون الوضع لذات المراد من غیر تقیید.‏

‏     وأمّا توجیه المحقّق الخراسانیّ ـ رحمه اللّٰه ـ من الصرف إلی الدلالة‏‎ ‎‏التصدیقیّة؛ أی دلالتها علی کونها مرادة للافظها تتبع إرادتها تبعیّة مقام‏‎ ‎‏الإثبات للثبوت‏‎[6]‎‏، فلا یناسب ما نقل‏‎[7]‎‏ عن المحقّق الطوسی‏‎ ‎


مناهج الوصول الی علم الاصولج. 1صفحه 115

‏ـ قدّس سرّه ـ فإنّه صریح فی الدلالة اللفظیّة الوضعیّة، وأنّ الجریان علی قانون‏‎ ‎‏الوضع یقتضی أن تکون دلالة اللفظ علی معناه تابعة لإرادة المتکلّم، فراجع.‏‎ ‎‏هذا مضافاً إلی أنّ حملَ کلامهما علی ما ذکر حملٌ علی معنیً مبتذل لا‏‎ ‎‏یناسب مقامهما.‏

‎ ‎

مناهج الوصول الی علم الاصولج. 1صفحه 116

  • . الأسفار 1: 287، شرح المنظومة ـ قسم الفلسفة ـ: 28 / سطر 2 ـ 4 مع الحاشیة.
  • . عطف علی «سواء» المتقدّم. [منه قدّس سرّه]
  • . الفصول الغرویّة: 17 / سطر 34 ـ 35.
  • . الفصول الغرویة: 17 ـ 18.
  • . الشفاء 1: 42 ـ 43، شرح الإشارات 1: 32.
  • . الکفایة 1: 23.
  • . الجوهر النضید: 8.المحقق الطوسی: هو الفیلسوف الأعظم والحکیم المحقق نصیر الدین محمّد بن محمّد بن الحسن الطوسی الجهرودی، ولد فی 11 جمادی الاُولی سنة 597 بطوس و نشأ بها، وتلمذ علی عدّة من علماء عصره منهم الشیخ کمال الدین بن میثم البحرانی، توفی یوم الغدیر سنة 672 هـ. انظر الکنی والألقاب 3: 250، مستدرک الوسائل 3: 464.