تحقیق المسألة
والذی هو الإنصاف : أنّ قضیّـة الـصناعـة فی باب الـشروط ولو کانت عدم الـتقسیط ؛ لأنّ الـتقیّد داخل فی محطّ الإنشاء ، والـمعانی الـحرفیّـة لایحاذیها شیء ، إلاّ أنّ بالـنظر إلـیٰ فهم الـعرف ـ بعد الـتنزل عمّا سلف ـ أنّـه لا فرق بین الأجزاء الـمقداریـة الـداخلـة فی مصبّ الإنشاء ، وبین تلک
کتابتحریرات فی الفقه: کتاب الخیارات (ج. 4)صفحه 209 الأجزاء إذا اعتبرت شرطاً .
فالـمدار علیٰ أنّـه لـو کان الـشرط من الاُمور الـتی لاتنفکّ فی مقام الأداء والـوفاء والـمبادلـة عن الـمشروط ـ کما لـو شرط أن تکون الأرض مقداراً خاصّاً ـ فإنّ تسلیم الـمبیع والـشرط یقع عَرْضا زماناً عادیّاً ، فإنّـه یقسّط علیـه الـثمن ولو کان شرطاً اصطلاحیّاً .
وأمّا لـو کان مثل شرط أجنبیّ عن الـمبیع ولو کان من سنخ الـمبیع ، إلاّ أنّـه لـیس فی مقام الـوفاء بالـمبیع غیر منفکِّ، فلا تقسیط بالـنسبـة إلـیـه ، کما لو باع صُبرة بالـمشاهدة ، وشرط إعطاء صُبرة اُخریٰ إلـیـه .
وسرّ ذلک ما سلکناه وأبدعناه : من أنّ الـبیع حقیقتـه الـمبادلـة الـخارجیّـة فی جهـة اعتباریّـة ، کالـملکیّـة ، والـسلطنـة ، وهی الـبیوع الـمعاطاتیـة ، دون الـعقدیّـة الـلفظیّـة ، فإذا کان الـشرط ـ ولو شرطاً اصطلاحیّاً ـ من الاُمور الـتی إذا اُرید الـوفاء بإعطاء الـمبیع إلـیـه ، یعطیـه منضمّاً إلـیـه ، فیقسّط علیـه ، وإلاّ فلا .
ولو رجع هذا الـشرط إلـیٰ ما لـیس شرطاً اصطلاحیّاً ، فلا منع عنـه عرفاً ، إلاّ أنّ الـبحث صحیح علمیّاً ، کما هو الـواضح ؛ لإمکان کشف فهم الـعرف بإلـغاء الـخصوصیّـة فی الـمسائل غیر الـمبتلیٰ بها الـعرف ، فلا تختلط .
کتابتحریرات فی الفقه: کتاب الخیارات (ج. 4)صفحه 210