الأمر الأوّل فی حال العلوم و موضوعها و وحدتها و مسائلها و تمیّز بعضها عن بعض وغیرها
تعریف علم الاُصول و ضابطة مسائله
نسخه چاپی | ارسال به دوستان
برو به صفحه: برو

نوع ماده: کتاب فارسی

پدیدآورنده : سبحانی تبریزی، جعفر

محل نشر : تهران

ناشر: موسسه تنظیم و نشر آثار امام خمینی(ره)

زمان (شمسی) : 1387

زبان اثر : عربی

تعریف علم الاُصول و ضابطة مسائله

تعریف علم الاُصول وضابطة مسائله

‏ ‏

‏بقی الکلام فی تعریفه وفیه تحدید مسائل الاُصول . التعاریف المتداولة فی‏‎ ‎‏ألسنة القوم لایخلو واحـد منها مـن إشکال ؛ طـرداً وعکساً . وأشهرها : «أنّه العلم‏‎ ‎‏بالقواعد الممهّدة لاستنباط الأحکام الشرعیة الفرعیة من أدلّتها التفصیلیة»‏‎[1]‎‏ .‏

‏واُورد علیه : بخروج الظنّ علی الحکومة ، والاُصول العملیة فی الشبهات‏‎ ‎‏الحکمیة‏‎[2]‎‏ .‏

وقد عدل المحقّق الخراسانی‏ إلی تعریفه بـ «أنّه صناعة یعرف بها القواعد التی‏‎ ‎‏یمکن أن تقع فی طریق استنباط الأحکام ، أو التی ینتهی إلیها فی مقام العمل»‏‎[3]‎‏ .‏‎ ‎‏ویمکن أن یکون التعبیر بالصناعة لأجل أنّه من العلوم العملیة ، کالهندسة العملیة‏‎ ‎‏وکالمنطق ، أو للإشارة بکونه آلة بالنسبة إلی الفقه ، کالمنطق بالنسبة إلی الفلسفة .‏

وظنّی :‏ أنّ هذا التعریف أسوأ التعاریف المتداولة ؛ لأنّه لاینطبق إلاّ علی‏‎ ‎‏مبادئ المسائل ؛ لأنّ ما یعرف به القواعد الکذائیة هو مبادئ المسائل ، ولم یذهب‏‎ ‎‏أحد إلی أنّ العلم هو المبادئ فقط ، بل هو إمّا نفس المسائل ، أو هی مع مبادئها .‏‎ ‎‏هذا ، مضافاً إلی دخول بعض القواعد الفقهیة فیه . اللهمّ إلاّ أن یراد بالصناعة العلم‏‎ ‎‏الآلی المحض .‏


کتابت‍ه‍ذی‍ب الاص‍ول (ج.۱): ت‍ق‍ری‍ر اب‍ح‍اث الاس‍ت‍ادالاع‍ظم وال‍ع‍لام‍ه الاف‍خ‍م ... الام‍ام ال‍خ‍م‍ی‍ن‍ی (س)صفحه 18

‏ویرد الإشکال الأخیر علی تعریف بعض الأعاظم من «أنّه عبارة عن العلم‏‎ ‎‏بالکبریات التی لو انضمّت إلیها صغریاتها یستنتج منها حکم فرعی کلّی»‏‎[4]‎‏ ، وقد‏‎ ‎‏تصدّی لدفع الإشکال فی أوائل الاستصحاب‏‎[5]‎‏ بما لایخلو من غرابة ، فراجع .‏

‏ویتلوه فی الضعف ما ذکره بعض المحقّقین : من أنّ المدار فی المسألة‏‎ ‎‏الاُصولیة علی وقوعها فی طریق الاستنباط بنحوٍ یکون ناظراً إمّا إلی إثبات نفس‏‎ ‎‏الحکم أو إلی کیفیة تعلّقه بموضوعه ، وأنّ المسائل الأدبیة لاتقع إلاّ فی استنباط‏‎ ‎‏موضوع الحکم ، من غیر نظر إلی کیفیة تعلّقه علیه‏‎[6]‎‏ .‏

‏ولیت شعری : أیّ فرق بین مبحث المشتقّ ودلالة الفعل علی الاختیار وما‏‎ ‎‏ضاهاهما من الأبحاث اللغویة ، وبین مبحث مفاد الأمر والنهی وکثیر من مباحث‏‎ ‎‏العامّ والخاصّ التی یبحث فیها عن معنی «الکلّ» و«الألف واللام» ، بل المفاهیم‏‎ ‎‏مطلقاً ؛ حیث أخرج الطائفة الاُولی وأدخل الثانیة ، مع أنّ کلّها من باب واحد تحرز‏‎ ‎‏بها أوضاع اللغة ، وتستنتج منها کیفیة تعلّق الحکم بموضوعه . مضافاً إلی ورود‏‎ ‎‏القواعد الفقهیة علیه أیضاً .‏

ویمکن أن یقال :‏ بـ «أنّه هو القواعد الآلیة التی یمکن أن تقع فی کبری‏‎ ‎‏استنتاج الأحکام الکلّیة الفرعیة الإلهیة أو الوظیفة العملیة» ، فیخرج بالآلیة القواعد‏‎ ‎‏الفقهیة ؛ فإنّ المراد بها کونها آلة محضة ولاینظر فیها ، بل ینظر بها فقط ، والقواعد‏‎ ‎‏الفقهیة ینظر فیها ، فتکون استقلالیة لا آلیة ؛ لأنّ قاعدة ما یضمن وعکسها حکم‏

کتابت‍ه‍ذی‍ب الاص‍ول (ج.۱): ت‍ق‍ری‍ر اب‍ح‍اث الاس‍ت‍ادالاع‍ظم وال‍ع‍لام‍ه الاف‍خ‍م ... الام‍ام ال‍خ‍م‍ی‍ن‍ی (س)صفحه 19

‏فرعی إلهی منظور فیها علی فرض ثبوتها ، وقواعد الضرر والحرج والغرر کذلک ؛‏‎ ‎‏فإنّها مقیّدات للأحکام بنحو الحکومة ، فلا تکون آلیة وإن یعرف بها حال الأحکام .‏‎ ‎‏وأمّا خروج بعض الاُصول العملیة فلا غرْو فیه ، علی فرضه .‏

‏وإنّما قلنا : «یمکن أن تقع» لأنّ مناط الاُصولیة هو الإمکان لا الوقوع‏‎ ‎‏الفعلی ، فالبحث عن حجّیة القیاس والشهرة والإجماع المنقول بحث اُصولی ،‏‎ ‎‏وخرج مباحث سائر العلوم بقولنا «تقع کبری» . ولم نقیّد الأحکام بالعملیة لعدم‏‎ ‎‏عملیة جمیع الأحکام ، کالوضعیات وکثیر من مباحث الطهارة وغیرها . وإضافة‏‎ ‎‏«الوظیفة» لادخال مثل الظنّ علی الحکومة .‏

‏ولم نکتف بـ «أنّه ما یمکن أن تقع کبری استنتاج الوظیفة» لعدم کون‏‎ ‎‏النتیجـة وظیفة دائماً ، کالأمثلة المتقدّمة ، وانتهاؤها إلی الوظیفة غیر کونها وظیفة .‏

‏ثمّ إنّ المسائل المتداخلة بین هذا العلم وغیره ، ککثیر من مباحث الألفاظ‏‎ ‎‏ـ مثل ما یبحث فیه عن الأوضاع اللغویة ، کدلالة طبیعة الأمر علی الوجوب والنهی‏‎ ‎‏علی الحرمة ودلالة أداة الحصر علی مدلولها وکمدالیل المفردات والمرکّبات ـ‏‎ ‎‏یمکن ادخالها فیه وتمییزها عن مسائل سائر العلوم بکونها آلة محضة ، فالاُصولی‏‎ ‎‏یبحث عنها بعنوان الآلیة والوقوع فی کبری الاستنتاج وغیره بعنوان الاستقلالیة أو‏‎ ‎‏لجهات اُخر .‏

‏ویمکن الالتزام بخروجها ، وإنّما یبحث الاُصولی عنها لکونها کثیر الدوران‏‎ ‎‏فی الفقه ؛ ولذا لم یقتنع بالبحث عنها فی بعض مباحث الفقه ، والأمر سهل .‏

‎ ‎

کتابت‍ه‍ذی‍ب الاص‍ول (ج.۱): ت‍ق‍ری‍ر اب‍ح‍اث الاس‍ت‍ادالاع‍ظم وال‍ع‍لام‍ه الاف‍خ‍م ... الام‍ام ال‍خ‍م‍ی‍ن‍ی (س)صفحه 20

  • )) قوانین الاُصول 1 : 5 / السطر4 ، هـدایة المسترشدین 1 : 97 ، الفصول الغرویـة : 9 / السطر39 ، مناهج الأحکام والاُصول : 1 / السطر14 .
  • )) کفایة الاُصول : 23 ـ 24 .
  • )) نفس المصدر : 23 .
  • )) فوائد الاُصول (تقریرات المحقّق النائینی) الکاظمی 1 : 19 و29 .
  • )) نفس المصدر 4 : 308 ـ 309 .
  • )) مقالات الاُصول 1 : 54 ، نهایة الأفکار 1 : 22 ـ 23 .