الأمر السابع فی وضع المرکّبات
تکمیل‏: فیما هو الموضوع له فی الهیئات
نسخه چاپی | ارسال به دوستان
برو به صفحه: برو

نوع ماده: کتاب فارسی

پدیدآورنده : سبحانی تبریزی، جعفر

محل نشر : تهران

ناشر: موسسه تنظیم و نشر آثار امام خمینی(ره)

زمان (شمسی) : 1387

زبان اثر : عربی

تکمیل‏: فیما هو الموضوع له فی الهیئات

تکمیل : فیما هو الموضوع له فی الهیئات

‏ ‏

‏إنّ احتمال کون الألفاظ موضوعة للصورة الذهنیة بما هی کذلک ممّا یبعد عن‏‎ ‎‏ساحة کلّ من انتسب بالفضل ؛ إذ الحقّ الواضح أنّها بمفرداتها ومرکّباتها موضوعة‏‎ ‎‏للمعانی الواقعیة النفس الأمریة ؛ لأنّ هیئات الحملیة فی الجمل الخبریة وضعت‏‎ ‎‏للهوهویة الواقعیة والمؤوّلة منها للأکوان الرابطة النفس الأمریة .‏

‏وأوضح منها الأعلام الشخصیة والجنسیة من الأسماء ؛ خصوصاً علی رأی‏‎ ‎‏الجمهور فی الاُولی ، وکذلک ما یلیها من المبهمات والمعانی الحرفیة ممّا یفید‏‎ ‎‏الخصوصیات الواقعة فی الخارج .‏

‏وما اختاره صاحب «الفصول» من کون الجمل الخبریة موضوعة للنسب‏‎ ‎‏الذهنیة ؛ من حیث کشفها عن الواقع‏‎[1]‎‏ تکلّف وتعسّف ؛ إذ المتبادر من الألفاظ إنّما‏‎ ‎‏هو نفس الحقائق الواقعیة لیس إلاّ ، والصور الذهنیة الحاصلة للمتکلّم والمخاطب‏‎ ‎‏فی بعض المقامات مغفول عنها .‏

‏علی أنّ الغرض من الوضع هو إفهام الواقعیات والحقائق التکوینیة فی‏‎ ‎‏الغالب ، فلا معنی لجعلها لغیرها من الصور الذهنیة . وتوقّف انفهام الخارج علی‏‎ ‎‏التصوّر غیر کون الموضوع له هو المتصوّر ، وکأنّ الخلط إنّما وقع فی ذلک .‏


کتابت‍ه‍ذی‍ب الاص‍ول (ج.۱): ت‍ق‍ری‍ر اب‍ح‍اث الاس‍ت‍ادالاع‍ظم وال‍ع‍لام‍ه الاف‍خ‍م ... الام‍ام ال‍خ‍م‍ی‍ن‍ی (س)صفحه 75

‏ولعلّ الذی دعا هذا القائل ومن وافقه علی مقالته إلی هذا القول هو تخیّل أنّه‏‎ ‎‏لو کانت الجمل موضوعة للنسب الواقعیة لما کان لها معنی فی الأخبار الکاذبة ؛‏‎ ‎‏لانتفاء النسب الخارجیة هناک . ولکنّهم غفلوا عن شیء : وهو أنّ هذا الإشکال‏‎ ‎‏مشترک الورود علی القولین ؛ فإنّها لو کانت موضوعة للنسب الذهنیة الکاشفة توجّه‏‎ ‎‏الإشکال أیضاً ؛ لأنّه لا معنی للکشف من دون مکشوف خارجی ، فإنّ الکشف‏‎ ‎‏والإیضاح أشبه شیء بالتضائف و«المتضائفان متکافئان قوّة وفعلاً» والأخبار‏‎ ‎‏الکاذبة لا تحقّق لنسبتها فی وعاء العین حتّی تکشف عنها الصور الذهنیة .‏

‏والقول بأنّ المراد من الکاشف ما هو کذلک بالقوّة وما له صلاحیة له رجوعٌ‏‎ ‎‏عن المبنی والتزام بکونها موضوعة للصور الذهنیة بما هی هی ؛ إذ شأنیة الکشف‏‎ ‎‏ثابتة لها مطلقاً ، وهو واضح الفساد .‏

‏وحلّ العقدة : أنّه لیس الاستعمال إلاّ جعل اللفظ وسیلة لانتقال ذهن السامع‏‎ ‎‏إلی المعنی الخارجی ـ انتقالاً بالعرض لا بالذات ـ وفی هذا الانتقال بالعرض لایلزم‏‎ ‎‏أن یکون المعنی محقّقاً .‏

‏وإن شئت قلت : إنّ الاستعمال وإن کان طلب عمل اللفظ فی المعنی إلاّ أنّ‏‎ ‎‏مرجعه إلی إرائة المعنی للمخاطب ، وانتقاله من سماعه إلیه ، وهذا یشترک فیه‏‎ ‎‏الأخبار الصادقة والکاذبة ، ولا یلزم أن یکون للمنتقل إلیه وجود فی الخارج ، بل‏‎ ‎‏یتوقّف علی مجرّد تصوّره .‏

‏والظاهر : أنّه قد غرّه ظاهر لفظ الاستعمال ، مع أنّک خبیر بأنّه یصحّ إطلاقه ؛‏‎ ‎‏حتّی فی الموارد التی لیست معانیها متحقّقة فی الخارج ، کما فی قولنا «شریک‏‎ ‎‏البارئ ممتنع» و«المجهول المطلق لایخبر عنه» والاستعمال فی الجمیع بوزان‏‎ ‎‏واحد ، والمخبر عن امتناعه إنّما هو شریک البارئ الواقعی لا الذهنی ، فقد استعمل‏‎ ‎‏هنا لفظ «شریک البارئ» فی معناه الواقعی ، مع أنّه لا وجود له فی الخارج .‏

‎ ‎

کتابت‍ه‍ذی‍ب الاص‍ول (ج.۱): ت‍ق‍ری‍ر اب‍ح‍اث الاس‍ت‍ادالاع‍ظم وال‍ع‍لام‍ه الاف‍خ‍م ... الام‍ام ال‍خ‍م‍ی‍ن‍ی (س)صفحه 76

  • )) الفصول الغرویة : 29 / السطر21 .