المقدّمة الخامسة:فی الأذان و الإقامة
(مسألة 1): الأذان و الإقامة لا إشکال فی تأکّد رجحانهما للصلوات الخمس أداءً وقضاءً،حضراً وسفراً،فی الصحّة و المرض،للجامع و المنفرد، للرجال و النساء،حتّی قال بعض بوجوبهما،وخصّه بعض بالصبح و المغرب وبعضهم بالجماعة،والأقوی استحباب الأذان مطلقاً،و أمّا الإقامة فلا یترک الاحتیاط فی الإتیان بها بالنسبة إلی الرجال فی کلّ من الصلوات الخمس.
(مسألة 2): یسقط الأذان فی العصر و العشاء إذا جمع بینهما وبین الظهر والمغرب؛من غیر فرق بین موارد استحباب الجمع،مثل عصر یوم الجمعة وعصر یوم عرفة وعشاء لیلة العید فی المزدلفة؛حیث إنّه یستحبّ الجمع بین الصلاتین فی هذه المواضع الثلاثة وبین غیرها.ویتحقّق التفریق المقابل للجمع بطول الزمان بین الصلاتین وبفعل النافلة الموظّفة بینهما علی الأقوی.فبإتیان نافلة العصر بین الظهرین ونافلة المغرب بین العشاءین یتحقّق التفریق الموجب لعدم سقوط الأذان.والأقوی أنّ سقوط الأذان فی موارد الجمع عزیمة؛بمعنی
کتابوسیلة النجاة مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 179 عدم المشروعیة،فیحرم إتیانه بقصدها خصوصاً فی عصر یوم الجمعة إذا جمعت مع الظهر أو الجمعة.
(مسألة 3): یسقط الأذان مع الإقامة فی مواضع:منها:للداخل فی الجماعة التی أذّنوا وأقاموا لها و إن لم یسمعهما ولم یکن حاضراً حینهما وکان مسبوقاً.
ومنها:من صلّی فی مسجد فیه جماعة لم تتفرّق؛سواء قصد الإتیان إلیها أم لا، وسواء صلّی جماعة إماماً أو مأموماً أو منفرداً،فلو تفرّقت بمعنی سیلانها فی الأزقّة أو أعرضوا عن الصلاة وتعقیبها و إن بقوا فی مکانهم لم یسقطا عنه،کما أ نّهما لا یسقطان لو کانت الجماعة السابقة بغیر أذان وإقامة ولو کان ترکهم لهما من جهة اکتفائهم بالسماع من الغیر.وکذا فیما إذا کانت باطلة من جهة فسق الإمام مع علم المأمومین به أو من جهة اخری.وکذا مع عدم اتّحاد مکان الصلاتین عرفاً؛بأن کانت إحداهما داخل المسجد-مثلاً-والاُخری علی سطحه أو بعدت إحداهما عن الاُخری کثیراً،وهل یختصّ الحکم بالمسجد أو یجری فی غیره أیضاً؟ محلّ إشکال ،وکذا الإشکال فیما إذا لم تکن صلاته مع صلاة الجماعة أدائیّتین؛بأن کانت إحداهما أو کلتاهما قضائیة؛عن النفس أو الغیر،علی وجه التبرّع أو الإجارة،وکذا فیما إذا لم تشترکا فی الوقت کما إذا کانت الجماعة السابقة عصراً و هو یرید أن یصلّی المغرب.والأحوط الإتیان بهما فی موارد الإشکال بعنوان الرجاء واحتمال المطلوبیة.
کتابوسیلة النجاة مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 180