فصل:فی صلاة الجماعة
و هی من المستحبّات الأکیدة فی جمیع الفرائض خصوصاً الیومیة،ویتأکّد فی الصبح و العشاءین،ولها ثواب عظیم یبهر العقول.ولیست واجبة بالأصل-لا شرعاً ولا شرطاً-إلّافی الجمعة مع الشرائط المذکورة فی محلّها.ولا تشرع فی
کتابوسیلة النجاة مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 290 شیء من النوافل الأصلیة و إن وجبت بالعارض بنذر ونحوه عدا صلاة الاستسقاء،ولا بأس بها فیما صار نفلاً بالعارض کصلاة العیدین مع عدم اجتماع شرائط الوجوب.
(مسألة 1): لا یشترط فی صحّة الجماعة اتّحاد صلاة الإمام و المأموم نوعاً أو کیفیة،فیأتمّ مصلّی الیومیة أیّ صلاة کانت بمصلّی الیومیة کذلک و إن اختلفتا فی القصر و التمام أو الأداء و القضاء،وکذا مصلّی الآیة بمصلّیها و إن اختلفت الآیتان.نعم لا یجوز اقتداء الیومیة بالعیدین و الآیات وصلاة الأموات،بل وصلاة الاحتیاط وصلاة الطواف وبالعکس،وکذا لا یجوز اقتداء کلّ من الخمس بعضها ببعض بل مشروعیة الجماعة فی صلاة الطواف محلّ إشکال
(مسألة 2): أقلّ عدد تنعقد به الجماعة فی غیر الجمعة و العیدین اثنان:
أحدهما الإمام؛سواء کان المأموم رجلاً أو امرأة بل وصبیّاً ممیّزاً علی الأقوی.
(مسألة 3): لا یشترط فی انعقاد الجماعة فی غیر الجمعة و العیدین نیّة الإمام الجماعة و الإمامة؛و إن توقّف حصول الثواب فی حقّه علیها،و أمّا المأموم فلا بدّ له من نیّة الاقتداء،فلو لم ینوه لم تنعقد الجماعة و إن تابع الإمام فی الأقوال و الأفعال.ویجب وحدة الإمام،فلو نوی الاقتداء باثنین لم تتحقّق الجماعة ولو کانا متقارنین،وکذا یجب تعیین الإمام بالاسم أو الوصف أو
کتابوسیلة النجاة مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 291 الإشارة الذهنیة أو الخارجیة؛کأن ینوی الاقتداء بهذا الحاضر ولو لم یعرفه باسمه ووصفه،إلّاأنّه یعلم کونه عادلاً صالحاً للاقتداء،فلو نوی الاقتداء بأحد هذین لم تقع الجماعة و إن کان من قصده تعیین أحدهما بعد ذلک.
(مسألة 4): لو شکّ فی أنّه نوی الائتمام أم لا،بنی علی العدم و إن علم أ نّه قام بنیّة الدخول فی الجماعة،نعم لو ظهر فیه حال الائتمام کالإنصات ونحوه بنی علیه.
(مسألة 5): إذا نوی الاقتداء بشخص علی أنّه زید فبان أنّه عمرو،فإن لم یکن عمرو عادلاً بطلت جماعته،بل وصلاته أیضاً إذا أتی بما یخالف صلاة المنفرد،و إن کان عادلاً ففی المسألة صورتان :إحداهما أن یکون قصده الاقتداء بزید وتخیّل أنّ الحاضر هو زید،وفی هذه الصورة تبطل جماعته،بل وصلاته أیضاً إن خالفت صلاة المنفرد،الثانیة:أن یکون قصده الاقتداء بهذا الحاضر،ولکن تخیّل أنّه زید فبان أنّه عمرو،وفی هذه الصورة تصحّ جماعته وصلاته.
(مسألة 6): لا یجوز للمنفرد العدول إلی الائتمام فی الأثناء
(مسألة 7): یجوز العدول من الائتمام إلی الانفراد ولو اختیاراً فی جمیع
کتابوسیلة النجاة مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 292 أحوال الصلاة و إن کان من نیّته ذلک فی أوّل الصلاة،لکن الأحوط عدم العدول إلّا لضرورة ولو دنیویة خصوصاً فی الصورة الثانیة.
(مسألة 8): إذا نوی الانفراد بعد قراءة الإمام قبل الرکوع لا یجب علیه القراءة،بل لو کان فی أثناء القراءة یکفیه بعد نیّة الانفراد قراءة ما بقی منها،و إن کان الأحوط استئنافها بقصد القربة المطلقة خصوصاً فی الصورة الثانیة.
(مسألة 9): لو نوی الانفراد فی الأثناء لا یجوز له العود إلی الائتمام،کما أ نّه لا یجوز للمنفرد العدول إلی الائتمام فی الأثناء.
(مسألة 10): إذا لم یدرک الإمام إلّافی الرکوع قبل أن یرفع رأسه منه ولو بعد الذکر،أو أدرکه قبله لکن لم یدخل فی الصلاة إلی أن رکع جاز له الدخول معه وتحسب له رکعة،و هو منتهی ما یدرک به الرکعة فی ابتداء الجماعة،فإدراک الرکعة فی ابتداء الجماعة یتوقّف علی إدراک رکوع الإمام قبل الشروع فی رفع رأسه،و أمّا فی الرکعات الاُخر فلا یضرّ عدم إدراک الرکوع مع الإمام؛بأن رکع بعد رفع رأسه منه.
(مسألة 11): الظاهر أنّه إذا دخل فی الجماعة فی أوّل الرکعة أو فی أثناء القراءة واتّفق أنّه تأخّر عن الإمام فی الرکوع وما لحق به فیه صحّت صلاته وجماعته وتحسب له رکعة.وما ذکرنا فی المسألة السابقة-من أنّ إدراک الرکعة فی ابتداء الجماعة یتوقّف علی إدراک رکوع الإمام قبل الشروع فی رفع رأسه-
کتابوسیلة النجاة مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 293 مختصّ بما إذا دخل فی الجماعة فی حال رکوع الإمام أو قبله بعد تمام القراءة لا فیما إذا دخل فیها من أوّل الرکعة أو فی أثنائها.
(مسألة 12): لو رکع بتخیّل أنّه یدرک الإمام راکعاً ولم یدرکه بطلت صلاته،بل وکذا لو شکّ فی إدراکه وعدمه.
(مسألة 13): الأحوط عدم الدخول فی الجماعة بقصد الرکوع مع الإمام إلّا مع الاطمئنان بإدراکه،نعم لا بأس بأن یکبّر للإحرام بقصد أنّه إن أدرکه لحق وإلّا انفرد قبل الرکوع أو انتظر الرکعة الثانیة.
(مسألة 14): لو نوی الائتمام وکبّر فرفع الإمام رأسه قبل أن یرکع لزمه الانفراد أو انتظار الإمام قائماً إلی الرکعة الاُخری،فیجعلها الاُولی له،علی إشکال فی الثانی.
(مسألة 15): إذا أدرک الإمام فی السجدة الاُولی أو الثانیة من الرکعة الأخیرة وأراد إدراک فضل الجماعة نوی وکبّر وسجد معه السجدة أو السجدتین وتشهّد ثمّ یقوم بعد تسلیم الإمام ویستأنف الصلاة.ولا یکتفی بتلک النیّة وذلک التکبیر، بل إذا أدرکه فی التشهّد الأخیر یجوز له الدخول معه؛بأن ینوی ویکبّر ثمّ
کتابوسیلة النجاة مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 294 یجلس معه ویتشهّد،فإذا سلّم الإمام یقوم فیصلّی.لکن فی هذه الصورة یکتفی بتلک النیّة وذلک التکبیر،ویحصل له بذلک فضل الجماعة و إن لم یدرک رکعة.
کتابوسیلة النجاة مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 295