فصل:فی الأذان و الإقامة
لا إشکال فی تأکّد رجحانهما فی الفرائض الیومیة؛أداءً وقضاءً،جماعة وفرادی،حضراً وسفراً،للرجال و النساء،وذهب بعض العلماء إلی وجوبهما، وخصّه بعضهم بصلاة المغرب و الصبح،وبعضهم بصلاة الجماعة وجعلهما شرطاً فی صحّتها،وبعضهم جعلهما شرطاً فی حصول ثواب الجماعة،والأقوی استحباب الأذان مطلقاً،والأحوط عدم ترک الإقامة للرجال فی غیر موارد السقوط،وغیر حال الاستعجال و السفر وضیق الوقت،وهما مختصّان بالفرائض الیومیة،و أمّا فی سائر الصلوات الواجبة فیقال:«الصلاة»ثلاث مرّات ،نعم یستحبّ الأذان فی الاُذن الیمنی من المولود،والإقامة فی اذنه الیسری یوم تولّده،أو قبل أن تسقط سرّته،وکذا یستحبّ الأذان فی الفلوات عند الوحشة من الغول وسحرة الجنّ،وکذا یستحبّ الأذان فی اذن من ترک اللحم أربعین یوماً،وکذا کلّ من ساء خلقه،والأولی أن یکون فی اذنه الیمنی، وکذا الدابّة إذا ساء خلقها.
کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 449 ثمّ إنّ الأذان قسمان:أذان الإعلام،وأذان الصلاة،ویشترط فی أذان الصلاة کالإقامة قصد القربة،بخلاف أذان الإعلام،فإنّه لا یعتبر فیه،ویعتبر أن یکون أوّل الوقت،و أمّا أذان الصلاة فیتّصل بها و إن کان فی آخر الوقت.
وفصول الأذان ثمانیة عشر:اللّٰه أکبر،أربع مرّات،وأشهد أن لا إله إلّااللّٰه، وأشهد أنّ محمّداً رسول اللّٰه،وحیّ علی الصلاة،وحیّ علی الفلاح،وحیّ علی خیر العمل،واللّٰه أکبر،ولا إله إلّااللّٰه،کلّ واحد مرّتان.وفصول الإقامة سبعة عشر:اللّٰه أکبر،فی أوّلها مرّتان،ویزید بعد حیّ علی خیر العمل:قد قامت الصلاة مرّتین،وینقص من لا إله إلّااللّٰه فی آخرها مرّة،ویستحبّ الصلاة علی محمّد وآله عند ذکر اسمه،و أمّا الشهادة لعلی علیه السلام بالولایة وإمرة المؤمنین فلیست جزءاً منهما،ولا بأس بالتکریر فی حیّ علی الصلاة أو حیّ علی الفلاح للمبالغة فی اجتماع الناس،ولکن الزائد لیس جزءاً من الأذان،ویجوز للمرأة الاجتزاء عن الأذان بالتکبیر و الشهادتین،بل بالشهادتین،وعن الإقامة بالتکبیر وشهادة أن لا إله إلّااللّٰه و أنّ محمّداً عبده ورسوله،ویجوز للمسافر والمستعجل الإتیان بواحد من کلّ فصل منهما،کما یجوز ترک الأذان والاکتفاء بالإقامة،بل الاکتفاء بالأذان فقط،ویکره الترجیع علی نحو لا یکون غناء،وإلّا فیحرم،وتکرار الشهادتین جهراً بعد قولهما سرّاً أو جهراً،بل
کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 450 لا یبعد کراهة مطلق تکرار واحد من الفصول إلّاللإعلام.
(مسألة 1): یسقط الأذان فی موارد:أحدها:أذان عصر یوم الجمعة إذا جمعت مع الجمعة أو الظهر،و أمّا مع التفریق فلا یسقط.الثانی:أذان عصر یوم عرفة إذا جمعت مع الظهر لا مع التفریق.الثالث:أذان العشاء فی لیلة المزدلفة مع الجمع أیضاً لا مع التفریق.الرابع:العصر و العشاء للمستحاضة التی تجمعهما مع الظهر و المغرب.الخامس:المسلوس ونحوه فی بعض الأحوال التی یجمع بین الصلاتین،کما إذا أراد أن یجمع بین الصلاتین بوضوء واحد،ویتحقّق التفریق بطول الزمان بین الصلاتین،لا بمجرّد قراءة تسبیح الزهراء علیها السلام أو التعقیب، والفصل القلیل،بل لا یحصل بمجرّد فعل النافلة مع عدم طول الفصل، والأقوی أنّ السقوط فی الموارد المذکورة رخصة لا عزیمة،و إن کان الأحوط الترک خصوصاً فی الثلاثة الاُولی.
(مسألة 2): لا یتأکّد الأذان لمن أراد إتیان فوائت فی دور واحد،لما عدا الصلاة الاُولی،فله أن یؤذّن للاُولی منها،ویأتی بالبواقی بالإقامة وحدها لکلّ صلاة.
(مسألة 3): یسقط الأذان و الإقامة فی موارد:
أحدها :الداخل فی الجماعة التی أذّنوا لها وأقاموا و إن لم یسمعهما ولم یکن
کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 451 حاضراً حینهما وکان مسبوقاً،بل مشروعیة الإتیان بهما فی هذه الصورة لا تخلو عن إشکال
الثانی :الداخل فی المسجد للصلاة منفرداً أو جماعة و قد اقیمت الجماعة حال اشتغالهم ولم یدخل معهم أو بعد فراغهم مع عدم تفرّق الصفوف،فإنّهما یسقطان،لکن علی وجه الرخصة لا العزیمة علی الأقوی؛سواء صلّی جماعةً-إماماً أو مأموماً-أو منفرداً،ویشترط فی السقوط امور :أحدها:
کون صلاته وصلاة الجماعة کلاهما أدائیة،فمع کون إحداهما أو کلتاهما قضائیة عن النفس أو عن الغیر علی وجه التبرّع أو الإجارة لا یجری الحکم.الثانی:
اشتراکهما فی الوقت،فلو کانت السابقة عصراً و هو یرید أن یصلّی المغرب لا یسقطان.الثالث:اتّحادهما فی المکان عرفاً،فمع کون إحداهما داخل المسجد والاُخری علی سطحه یشکل السقوط،وکذا مع البعد کثیراً.الرابع:أن تکون صلاة الجماعة السابقة مع الأذان و الإقامة،فلو کانوا تارکین،لا یسقطان عن الداخلین،و إن کان ترکهم من جهة اکتفائهم بالسماع من الغیر.الخامس:أن تکون صلاتهم صحیحة،فلو کان الإمام فاسقاً مع علم المأمومین لا یجری الحکم،وکذا لو کان البطلان من جهة اخری.السادس:أن یکون فی المسجد، فجریان الحکم فی الأمکنة الاُخری محلّ إشکال،وحیث إنّ الأقوی کون
کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 452 السقوط علی وجه الرخصة فکلّ مورد شکّ فی شمول الحکم له الأحوط أن یأتی بهما ،کما لو شکّ فی صدق التفرّق وعدمه،أو صدق اتّحاد المکان وعدمه،أو کون صلاة الجماعة أدائیة أو لا،أو أنّهم أذّنوا وأقاموا لصلاتهم أم لا، نعم لو شکّ فی صحّة صلاتهم حمل علی الصحّة.
الثالث من موارد سقوطهما :إذا سمع الشخص أذان غیره أو إقامته،فإنّه یسقط عنه سقوطاً علی وجه الرخصة؛بمعنی أنّه یجوز له أن یکتفی بما سمع -إماماً کان الآتی بهما أو مأموماً أو منفرداً-وکذا فی السامع،لکن بشرط أن لا یکون ناقصاً،وأن یسمع تمام الفصول،ومع فرض النقصان یجوز له أن یتمّ ما نقصه القائل،ویکتفی به،وکذا إذا لم یسمع التمام یجوز له أن یأتی بالبقیّة، ویکتفی به،لکن بشرط مراعاة الترتیب،ولو سمع أحدهما لم یجز للآخر، والظاهر أنّه لو سمع الإقامة فقط فأتی بالأذان لا یکتفی بسماع الإقامة؛لفوات الترتیب حینئذٍ بین الأذان و الإقامة.
الرابع :إذا حکی أذان الغیر أو إقامته،فإنّ له أن یکتفی بحکایتهما.
(مسألة 4): یستحبّ حکایة الأذان عند سماعه؛سواء کان أذان الإعلام أو أذان الإعظام؛أیأذان الصلاة جماعة أو فرادی،مکروهاً کان أو مستحبّاً،نعم لا یستحبّ حکایة الأذان المحرّم.والمراد بالحکایة أن یقول مثل ما قال المؤذّن عند السماع من غیر فصل معتدّ به،وکذا یستحبّ حکایة الإقامة أیضاً، لکن ینبغی إذا قال المقیم:«قد قامت الصلاة»أن یقول هو:«اللهمّ أقمها وأدمها،
کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 453 واجعلنی من خیر صالحی أهلها»والأولی تبدیل الحیّعلات بالحولقة،بأن یقول:
«لا حول ولا قوّة إلّاباللّٰه».
(مسألة 5): یجوز حکایة الأذان و هو فی الصلاة،لکنّ الأقوی حینئذٍ تبدیل الحیّعلات بالحولقة.
(مسألة 6): یعتبر فی السقوط بالسماع عدم الفصل الطویل بینه وبین الصلاة.
(مسألة 7): الظاهر عدم الفرق بین السماع والاستماع.
(مسألة 8): القدر المتیقّن من الأذان،الأذان المتعلّق بالصلاة،فلو سمع الأذان الذی یقال فی اذن المولود أو وراء المسافر عند خروجه إلی السفر لا یجزیه.
(مسألة 9): الظاهر عدم الفرق بین أذان الرجل و المرأة،إلّاإذا کان سماعه علی الوجه المحرّم،أو کان أذان المرأة علی الوجه المحرّم.
(مسألة 10): قد یقال:یشترط فی السقوط بالسماع أن یکون السامع من الأوّل قاصداً للصلاة،فلو لم یکن قاصداً وبعد السماع بنی علی الصلاة لم یکفِ فی السقوط،وله وجه.
کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 454