تذنیب : فی بیان مقتضی الاُصول العملیّة عند الشک فی أنّ القضاء بالأمر الأوّل أو الجدید
قد عرفت: أنّ الأدلّة الاجتهادیّة تقصر عن إثبات الوجوب خارج الوقت، إلاّ فی فرض ذکرناه، وذکرنا کیفیّة تقریبه، فلو شکّ فی خصوص هذه المسألة؛ وهو أنّ القضاء هل هو بالأمر الأوّل القدیم، أم بالأمر الثانی الجدید المشکوک وجوده، فهل تصل النوبة إلیٰ البراءة عن الوجوب خارج الوقت، أم لا، بل یجری استصحاب الوجوب الشخصیّ أو الکلّی؟
فیه خلاف بین العلاّمة المحشّی الأصفهانیّ قدس سره والوالد المحقّق ـ مدّظلّه ، فهو قدس سره أنکر أوّلاً جریانه بکلا قسمیه، ثمّ أضاف إمکان إجرائه؛
کتابتحریرات فی الاصول (ج. 4)صفحه 67 بدعویٰ أنّه بالنسبة إلیٰ الاستصحاب الشخصیّ، یکون التقیّد المزبور من حالات موضوع الاستصحاب، فلا تتعدّد القضیّة المتیقّنة والمشکوک فیها.
وأمّا استصحاب الکلّی، فهو من القسم الثانی من أقسام القسم الثالث، بتقریب أنّ شخص الحکم له تعلّق بالذات بالموقّت، وبالعرض بالفعل، فطبیعیّ الحکم له تعلّق بالعرض بکلّ ما یتعلّق به شخص الحکم ذاتاً وعرضاً، ولازمه تعلّق الحکم الکلّی بالفعل الکلّی بالعرض بواسطتین، کما لایخفیٰ.
أقول: تمام البحث فی هذه المسألة یقع فی جهتین:
کتابتحریرات فی الاصول (ج. 4)صفحه 68