قیمة الإنسان و مکانته فـی عالم الوجود و مرکزیة الکرامة الإنسانیة
حسن علی المشهدی
حسین الصالحی٭٭
یتمتّع الإنسان ـ فـی ظل الإسلام ـ بمنزلة لا یضاهیها شیء آخر، و لکنّ هذه المنزلة و المکانة قد منحت له بالقوّة، و الوصول إلی المکانة الرفیعة مشروط برعایة الأصول، و السعی الدؤوب، و المثابرة.
عند ما نتحدّث عن کرامة الإنسان فإنّنا نقصد الأبعاد المعنویة و النفسیة له، و بعبارة أدق وجوده غیر المادّی؛ لأنّ الکرامة متعلّقها الروح و النفس؛ لقابلیتها للکمال و النمو و الارتقاء إلی حد کبیر.
ثمّ إنّ لفظة «کریم» و مشتقّاتها فـی باب الکرامة أطلقت فـی القرآن الکریم علی الله تعالیٰ، کما أنّ الله عزّ وجلّ عرّف الإنسان بالنوع الکریم قائلاً:
﴿وَلَقَدْ کرَّمْنَا بَنِی آدَمَ وَ حَمَلْنَاهُمْ فـی الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ رَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّیبَاتِ وَ فَضَّلْنَاهُمْ عَلَی کثِیرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِیلاً﴾ (الاسراء (17): 70).
و علیه فلا شک أنّ الإنسان مفضّل علی کلّ الکائنات و الموجودات و بعد أن خلقه الباری عزّ و جلّ و أفاض علیه من روحه قال تعالیٰ عنه ﴿فَتَبَارَک الله أَحْسَنُ الْخَالِقِینَ﴾ (المؤمنون (23): 14).
و هذا الخلق و التبارک من جهة إفاضة الروح الإلهیة فقط، و أمّا فـی الشؤون و الأمور الاخریٰ فالحیوانات تشترک مع الإنسان فـی الکثیر من الأشیاء مثل: النطفة و العلقة و المضغة و الجنین. و یریٰ الله تعالی أنّ کرامة الإنسان منوطة بالعلم و العمل الصالح خاصّة.
و قد تمّ بیان هذا الموضوع بتفصیل أکثر فـی المقالة، و سُلّط الضوء أیضاً علی جملة من النماذج العملیة فـی السیرة النبویة العظیمة و فـی حیاة الإمام الخمینـی(ره).
کتابمجموعه آثار همایش امام خمینی و قلمرو دین«کرامت انسان»: مجموعه مقالات، تهران: خرداد 1386صفحه 287