الحرّیة و حقّ تقریر المصیر
السید سجّاد ایزدهی
علی أساس منطق الإسلام للناس ـ بموازاة حقّهم فـی الحیاة ـ أن یتمتّعوا أیضاً بحقّ الکرامة فـی حیاتهم، و هم ـ طبقاً لهذا الحق ـ یتمتّعون بحقوقهم الخاصّة، دون الأخذ بنظر الإعتبار أوصافهم، و خصائصهم من العرق، و الدین، و الإنتماءات السیاسیة و الاجتماعیة.
و طبقاً للقانون أیضاً یجب حمایتهم من أن یتعرّضوا لأضرار الظلم، و الإهانة، و أن یتمتّعوا بحریة الإختیار، و التصمیم فـی أمورهم الحیاتیة.
و علی الرغم من أنَّ الکرامة الانسانیة ـ الّتـی هی موهبة و عطاء إلهیّ ـ تتجلّی فـی مجالات مختلفة، إلاّ أنّه یمکن الإدعاء بأنَّ الحریة من المصادیق الأساسیة الّتـی لها إرتباط بکرامة الانسان، و أنّ التحرّر من قیود عبودیة الآخرین یعدّ أظهر مصادیق الکرامة.
الهدف من المقالة: بیان رؤیة النظام السیاسی الشیعـیّ فیما یخصّ الکرامة الانسانیة فـی المجال السیاسی، و من الطبیعی أن یکون لحریة الانسان المسلم تبلور و مجال أکبر، و لأجل ذلک وقعت مورداً للبحث.
و قد إعترف الإسلام رسمیاً بحق تقریر الإنسان لمصیره فـی أمور الحیاة، و خاصّة فـی مجال الإجتماع، و السیاسة، و لأجل ذلک فهو قادر ـ فـی إطار الحریات السیاسیة ـ علی ممارسة حقّ إنتخاب الحکّام، و تصدّی أفضل حاکم (فی حدود الشرع)، و کذلک مراقبة الحاکم و العاملین فـی الدولة، فـی إطار الأمر بالمعروف، و النهی عن المنکر، و إسداء النصح.
کما أنّ الحزب یستطیع أن یضمن تنفیذ القانون و الشریعة علی الوجه الأحسن، و عن طریق وقوفه بوجه الفساد و إساءة الإستفادة یمارس دوراً مؤثّراً فـی المحافظة علی نظافة المجتمع و سلامته.
کتابمجموعه آثار همایش امام خمینی و قلمرو دین«کرامت انسان»: مجموعه مقالات، تهران: خرداد 1386صفحه 318