الإنسان و حقّ تعیین المصیر
علی نقی الأمیری
من البدیهی أنّ الإستفادة المطلقة من قوّة الإرادة و الإختیار من الخصائص البارزة الّتـی ینفرد بها الإنسان. و بعبارة اکثر دقة: أنّ الإنسان هو الوحید ـ من بین کلّ الموجودات ـ الّذی له هذه القدرة العجیبة الّتـی تجعله قادراً علی تعیین مصیره بإرادته و نفسه. ثم إنّ ممّا لا شک فیه: أنّ بقیة الموجودات لها تلک القدرة أیضا، و لکن بنسبة ضئیلة جداً، تتمکن بواسطتها من التعیین و الإنتخاب، الّذی یتناسب مع مکانتها الطبیعیة فـی نظام الوجود. أمّا قمّة مراحل الإختیار ـ الّتـی بإمکانها القیام بالتعیین الواعی و المدرک و الهادف علی جبهتی الحق و الباطل و لها العبء الثقیل ـ فتختصّ بالإنسان فقط و بکلمة اُخری: یمکن الإستفادة من هذه الخصلة من أجل تعریف الإنسان إجمالاً بأنّه هو: الفاعل المختار.
طرحت فـی هذه المقالة مسألة إختیار الإنسان علی ضوء النظریات الموجودة فـی المذاهب المختلفة، و نقد نظریة الجبر، و بحث موضوع الإختیار فـی بعدیه: الفردی و الإجتماعی فـی حیاة الإنسان، طرق تعیین المصیر الإنسانی، و بیان إیجاد نظام العلاقات الإجتماعیة.
کتابمجموعه آثار همایش امام خمینی و قلمرو دین«کرامت انسان»: مجموعه مقالات، تهران: خرداد 1386صفحه 202