قانون العقوبات الإسلامی و الکرامة الإنسانیة
شاه ولـیّ أصغری
إنّ للإنسان أبعاداً مادیة و معنویة، و هو کائن مهمّ و معقّد للغایة، و لذا یکون من الصعب بمکان الحکم علیه بنحو قطعیّ و من هذا یتبین لماذا أفرط أصحاب الآراء و المذاهب الفلسفیة و القانونیة فـی نظریاتهم حول أبعاد الإنسان المختلفة، و هذه حقیقة مشهودة عند جمیع المذاهب و الأنظمة الوضعیة الحاکمة فـی المجتمع الغربی.
ثمّ إنّ السؤال الأهمّ هنا هو: هل العقوبات تتلائم مع الکرامة الإنسانیة؟ لا سیما مثل القصاص و نحوه؟ و ما مدیٰ علاقتها مع الکرامة الإنسانیة؟
نحاول فـی هذه البحث دراسة و تحلیل العقوبات، و بیان تأثیرها علی الکرامة من وجهة نظر الأدیان المختلفة.
عند ما نطالع الأنظمة القائمة علی أساس محوریة الإنسان تریٰ ـ بشکل لاغبار علیه ـ أنّ حالة التضادّ و التناقض هی الصفة المهیمنة علیها.
و أمّا فـی الفکر و الثقافة الإسلامیة فلا یلاحظ مثل هذا التناقض و التضادّ؛ بإعتبار أنّ الإنسان قد إصطفاه الله لیکون خلیفته فـی الأرض، بحسب الأیدلوجیة و النظریة التوحیدیة. و علی هذا الضوء فإنّ الحیاة الکریمة و کرامة الإنسان لها مکانة و منزلة رفیعة.
و أمّا هتک الحرمات و الإساءة إلی حقوق الإنسان فیوجب سلب حقّ الحیاة من الشخص المتعدّی و المجرم؛ لأنّ حقّ الحیاة و الکرامة فـی الإسلام محدود و غیر مطلق و مشروطة بضمان حقّ و کرامة الآخرین، فإن اُسییٔ إلی هذه الحقوق فـی الصمیم فسیکون جزاء المسبّب سلب حقّ الحیاة منه، و هذا متطابق تماماً مع فلسفة الوجود و الغایة من خلقة الإنسان.
کتابمجموعه آثار همایش امام خمینی و قلمرو دین«کرامت انسان»: مجموعه مقالات، تهران: خرداد 1386صفحه 250