کرامة المرأة فـی نظام حقوق الاسلام
بانو العراقی
تقی واحد٭٭
إنّ العظماء ـ فـی اللحظات المصیریة ـ یسیرون بالشعوب، و یغیرون مسیر التأریخ، کما أنّ العین الکبیرة لا تریٰ فـی التأریخ إلّا الشخصیات البارزة و العظیمة، و تحاول أن تسجّلها و تشبتها فـی ذاکرتها.
ثمّ إنّ شخصیة الإمام الخمینـی الإستثنائیة ـ علی مستویٰ التاریخ المعاصر ـ و هو المصداق لقوله(ص): «العلماء ورثة الأنبیاء»، أوجدت تحوّلاً عمیقاً فـی المجتمع البشری و العصر الجدید. لقد أسّس ذلک الإمام العظیم لمنهج تربوی ـ کما أسس له الأنبیاء و الأولیاء ـ قلّ نظیره، من حیث شموله و جامعیته. إنّ من النعم الالهیة علینا أن أوصلنا هذا الرجل الکبیر إلی الحریة، و أعاد لأهل القبلة شوکتهم مرّة اُخریٰ، و أعاد للدین شأنه، و أحیا المعنویات، و اهتمّ بالانسان، و بالخصوص الکرامة الانسانیة.
إنّ نور علمه و معرفته و عظمة عمله(ره) فـی إحیاء هویة المرأة المسلمة أمر واضح لا ریب فیه. کان الإمام(ره) شاهداً و واعیاً من الآراء المتحجّرة الّتـی تحطّ من منزلة المرآة، بوصفها ضعیفة، و یجب أن تجسس فـی البیت، و هذا من جهة. و کان(ره) یشعر ـ بحسّه المرهف ـ بالمؤامرة الاستعماریة. و اللعبة الشاهنشاهیة لحرف المرأة، و جعلها مبتذلة من جهة أخریٰ.
استطاع الإمام(ره) أن یدرک دور و مسؤولیة المرأة عن طریق النظر فـی زلال معارف الإسلام المحمّدی(ص) و التأمّل والتعمّق فـی المیراث الثمین للسنة الشریفة، و تعالیم الأئمّة المعصومین، و نحن شهود علی تجلّی هذا النظر و بروزه فـی إحیاء هویة المرأة المسلمة فـی الثورة الاسلامیة.
إن المرأة ـ فـی نظرة(ره) ـ مربیة للإنسان، و مظهر تحقّق آمال الناس، و إنّ الرجل لیعرج من محطتها.
کتابمجموعه آثار همایش امام خمینی و قلمرو دین«کرامت انسان»: مجموعه مقالات، تهران: خرداد 1386صفحه 305