الأمر الأوّل : فیما تحکی عنـه أسماء الطبائع
اعلم أنّ الألفاظ الموضوعـة بإزاء الطبائع الکلّیـة لا تکون حاکیةً إلاّ عن نفس تلک الماهیات التی وُضعت بإزائها ، فلفظ الإنسان الموضوع لطبیعـة الإنسان ـ التی هی عبارة عن الحیوان الناطق ـ لایحکی إلاّ عن نفس تلک الحقیقـة ، ولایعقل أن یکون حاکیاً عن الخصوصیات التی تجتمع مع الطبیعـة فی الوجود الخارجی وتتّحد معها فی الواقع ، وذلک لأنّـه لایعقل أن تکون الطبیعـة مرآةً للعناوین المتّحدة معها فی عالم الوجود الذی هو مجمع المتفرّقات بعد ثبوت المغایرة بینها فی عالم المفهومیـة ، فکیف یمکن أن یکون الإنسان مرآة لأصل الوجود بعد وضوح المغایرة بینها وبینـه فضلاً عن الخصوصیّات الوجودیـة ، والاتّحاد فی الوجود الخارجی لاینافی عدم الحکایـة فی عالم المفهوم ، کما هو واضح .
نعم قد وضع فی کلّ لغـة ألفاظ تدلّ علی الکثرات والوجودات ، کلفظـة «کلّ» وأمثالها فی لغـة العرب ، فعند إضافتـه إلیٰ کلّ شیء یفید أفراد ذلک الشیء
کتابمعتمد الاصول (ج. ۱): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 263 وإن کان مدخولـه لایدلّ إلاّ علی نفس الطبیعـة ، کما ذکرنا ، ویعبّر عنها بألفاظ العموم ، فقولـه : أکرم کلّ إنسان ، یفید وجوب إکرام جمیع ما یصدق علیـه الإنسان ، ویتّحد معـه فی الخارج ، وهذا المعنیٰ یستفاد من کلمـة «کلّ» وأمّا الإنسان فقد عرفت أنّـه لایحکی إلاّ عن نفس الطبیعـة .
کتابمعتمد الاصول (ج. ۱): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 264