الأمر الأوّل : فی عنوان المسألـة وتحریر مصبّ النزاع
قد یقال ـ کما قیل ـ بأنّ مورد النزاع فی هذا الباب هو اجتماع الأمر والنهی فی واحد ، وأنّ المراد بالواحد لیس خصوص الواحد الشخصی بل کلّ ما یکون لـه جهتان ومندرجاً تحت عنوانین ولو کان واحداً جنسیاً أو نوعیاً ، کالحرکـة الصلاتیـة الکلّیـة المتّحدة مع الحرکـة الکلّیـة الغصبیـة .
هذا ، ولکن لایخفیٰ أنّ الواحد الشخصی لایعقل أن یتعلّق تکلیف واحد بـه فضلاً عن تکلیفین ؛ لأنّ الخارج ظرف لسقوط التکلیف لا ثبوتـه ، کما هو واضح .
وأمّا الواحد الجنسی أو النوعی : فما کان منـه مثل السجود للّٰـه والسجود للصنم ، فلاینبغی الارتیاب فی جواز تعلّق الأمر والنهی بـه ، وما کان منـه مثل الحرکـة والسکون الکلّیتین المعنونین بعنوان الصلاتیـة والغصبیـة ، فمع قطع
کتابمعتمد الاصول (ج. ۱): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 169 النظر عن اتّحادهما فی الخارج وتصادقهما علی شیء فلاینبغی أیضاً الإشکال فی جوازه لأنّ الحرکـة لیست جنساً للصلاة أو الغصب ، وأمّا مع ملاحظـة التصادق علیٰ وجود واحد والانطباق علی الخارج فیرجع الکلام إلی الواحد الشخصی ، کما لایخفیٰ .
وممّا ذکرنا ظهر فساد ما فی الکفایـة ، فراجع .
والأولی أن یعبّر عن محلّ النزاع بأنّـه هل یجوز تعلّق الأمر والنهی بالعنوانین المتصادقین علی واحد شخصی أو لا ؛ إذ ـ مضافاً إلی أنّـه لایرد علیـه شیء ممّا تقدّم ـ یندفع بـه الإشکال المعروف ، وهو أنّـه یکون البحث فی المقام صغرویّاً ، ولازم التعبیر بما عبّروه کونـه کبرویّاً ، مع أنّـه لا إشکال فیـه ولا نزاع ؛ إذ تضادّ الأحکام الخمسـة بأسرها ممّا لم یناقش فیـه أحد .
وجـه الاندفاع : أنّـه بناء علی هذا التعبیر الذی ذکرنا لا إشکال فی کون البحث کبرویّاً أصلاً ، کما هو واضح .
کتابمعتمد الاصول (ج. ۱): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 170