منها : علم الجنس
وهی کاسامـة ، والمشهور بین أهل العربیـة أ نّـه موضوع للطبیعـة بما هی متعیّنـة ، ولذا یعامل معـه معاملـة المعرفـة .
ولکن ذهب فی الکفایـة إلی أ نّـه موضوع لصرف المعنیٰ ونفس الطبیعـة ، کاسم الجنس ، والتعریف لفظی ، کما فی التأنیث اللفظی ؛ نظراً إلی أ نّـه لو لم یکن کذلک لما صحّ حملـه علی الأفراد بلا تصرّف وتأویل ؛ لأنّـه علی المشهور أمر ذهنی ، وهو لایصدق علی الخارج إلاّ مع التجرید ، مع صحّـة حملـه علیها بدونـه .
مضافاً إلی أنّ وضعـه لما یحتاج إلی التجرید فی مقام الاستعمال لایصدر عن الواضع الحکیم .
ولکنّـه تنظّر فیـه فی کتاب الدّرر حیث قال : وفیما أفاده نظر ؛ لإمکان دخل الوجود الذهنی علیٰ نحو المرآتیّـة فی نظر اللاّحظ ، کما أ نّـه ینتزع الکلّیـة عن المفاهیم الموجودة فی الذهن لکن لا علیٰ نحو یکون الوجود الذهنی ملحوظاً للمتصوّر بالمعنی الاسمی ؛ إذ هی بهذه الملاحظـة مباینـة مع الخارج ، ولا تنطبق علی شیء ، ولا معنی لکلّیـة شیء لاینطبق علی الخارج أصلاً .
إذا عرفت هذا ، فنقول : إنّ لفظ «اسامـة» موضوع للأسد بشرط تعیّنـه فی الذهن علیٰ نحو الحکایـة عن الخارج ، ویکون استعمال ذلک اللّفظ فی معناه بملاحظـة القید المذکور ، کاستعمال الألفاظ الدالّـة علی المعانی الحرفیّـة ، فافهم وتدبّر . انتهیٰ .
کتابمعتمد الاصول (ج. ۱): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 346 أقول : أخذ اللحاظ ولو کان بالمعنی الحرفی فی المعنی الموضوع لـه معناه کونـه متقوّماً بـه ، وإلاّ فیصیر الموضوع لـه مجرّد المعنیٰ من دون مدخلیـة شیء ، ولم یبق فرق بین علم الجنس واسمـه ، ومع تقوّم معنی الأوّل بـه یرد علیـه ما أفاده فی الکفایـة ، کما لایخفیٰ .
والتحقیق أن یقال : إنّ الفرق بین المعرفـة والنکرة واتّصاف شیء بالأوّل وشیء آخر بالثانی أمر واقعی ، فإنّ المعرفـة هو ما کان فی الواقع متعیّناً غیر قابل للتردّد والإبهام ، مثل الأعلام الشخصیـة ، فإنّ لفظ «زید» موضوعـة لشخص متعیّن فی الواقع ، بخلاف النکرة ، فإنّ معنی الرجل المنکّر هو الفرد المردّد من طبیعـة الرجل والمبهم فی نفس الأمر ، فالامتیاز والتفاوت إنّما هو بحسب الواقع ، وحینئذٍ فنقول : الموضوع لـه فی باب اسم الجنس هی نفس الطبیعـة بما هی هی ، والطبیعـة فی هذه المرتبـة التی هی مرتبـة ذات الطبیعـة لا تکون معرفـة ولا نکرة ، ولذا یکون عروض التعریف والتنکیر بسبب أمر آخر ، مثل الألف واللاّم المفیدة لتعریف الجنس ، وتنوین التنکیر المفیدة لنکارتـه ، فلو کان معنیٰ «رجل» الذی هو اسم الجنس معرّفاً ، لم یحتج فی تعریفـه إلی إلحاق الألف واللاّم بـه ویستحیل تنکیره من غیر تجرید کما لایخفیٰ ، کما أ نّـه لو کان منکّراً ، لم یحتج إلی التنوین ، ولم یصحّ تعریفـه من غیر تجرید ، ولیس ذلک إلاّ لکون نفس الطبیعـة الموضوع لها اسم الجنس لایکون معرفـة ولا نکرة ، ولذا لایستعمل کذلک .
وأمّا علم الجنس فهو موضوع لنفس الطبیعـة الممتازة عن سائر الطبائع ، فإنّ کلّ طبیعـة إذا لوحظت بالإضافـة إلیٰ سائر الطبائع تکون ممتازة عنها ومتعیّنـة بذاتها فی عالم الواقع ونفس الأمر ، ولیس ذلک التعیّن دائراً مدار الاعتبار ، بل هو
کتابمعتمد الاصول (ج. ۱): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 347 أمر واقعی ، کالتعریف فی غیره من الموارد ، وحینئذٍ فاللّحاظ لیس مأخوذاً فی المعنیٰ حتّیٰ یستحیل انطباقـه علی الخارج ، بل المعنیٰ هی الطبیعـة الممتازة بذاتها واقعاً ، وهو قابل للاتّحاد مع الخارج .
وبالجملـة ، فمفاد علم الجنس والمعرّف بلام الجنس واحد غایـة الأمر تعدّد الدالّ فی الثانی دون الأوّل ، کما لایخفیٰ .
کتابمعتمد الاصول (ج. ۱): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 348