المسألة الثالثة
حـول کلمة «أیّ»
«أیّ» تأتی علیٰ وجوه خمسـة علیٰ الـمشهور:
الـشرطیـة، أیّاً ما تفعلْ أفعلْ.
الاستفهامیّـة، «أَیُّکُمْ زَادَتْهُ هٰذِهِ إِیمَاناً»، ویمکن حملها علیٰ الـشرطیـة محذوفـة الـجواب؛ أیْ: أیُّکُمْ زَادَتْهُ هٰذِهِ إِیمَاناً فنعلم به ونطلع علیه.
الـموصولـة، خلافاً لأحمد بن یحییٰ، نحو: «سلّم علیٰ أیّهم أفضل»؛ أی علیٰ الـذی هو أفضلهم.
ویشهد لفساد رأی الـمشهور: أنّ تفسیره ب الـموصول یحتاج إلـیٰ مؤنـة زائدة، فإنّ کلمـة «أیّ» تدلّ علیٰ الـعموم الـبدلی، بخلاف « الـذی».
وهی عند الـکوفیـین وجماعـة من الـبصریـین مُعرَبـة دائماً ک الـشرطیـة والاستفهامیـة.
الـمعنیٰ الـرابع: الـموصوفـة، خلافاً للأکثر، ووفاقاً للأخفش، فتکون دالّـة علیٰ معنیٰ الـکمال، نحو: «زید رجل أیّ رجل»، وحالاً من الـمعرفـة،
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 4)صفحه 274 نحو: «مررت بأحمد أیَّ رجل».
الخامس: أن تکون وصلـة لنداء ما فیـه «ال» ملحقـة بـ «ها» الـتنبیـه، نحو: یا أیّها الـرجل، ویا أیّتها الـمرأة، وقد یقال: یا أیّها الـمرأة، وقیل: هی بمثابـة «کلّ» مع الـنکرة، وبمثابـة «بعض» مع الـمعرفـة، وفیـه نظر واضح، فإنّ «کلّ» للعموم الاستغراقی، وأیّ للعموم الـبدلی، کما تحرّر فی الاُصول.
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 4)صفحه 275