الوجه الأوّل
حـول الخطاب العامّ
قد أشرنا آنفاً: إلـیٰ أنّ الأجیال الـسابقین کانوا علیٰ طوائف: الـمتّقین و الـکافرین و الـمنافقین و الـمشرکین، والآیات الـسابقـة إلـیٰ هذه الآیـة تعرّضت لتوجیـه الـمسلمین إلـیٰ أحو الـهم وخصوصیّاتهم ونعوتهم الـحسنـة و الـسیّئـة، وقد قصدت هذه الآیـة الـکریمـة لتوجیـه الاُمّـة إلـیٰ حال الـمشرکین، الـذین ینحصر فساد عملهم الـظاهر الأهمّ فی إشراکهم فی الـعبادة الـذی هو الـظلم الـعظیم، وحیث إنّ هذه الـخصّیصـة مشترکـة بین جمیع الـطبقات حتّیٰ الـطبقـة الاُولیٰ وطائفـة الـمتّقین؛ ضرورة أنّ للشرک مراتب جلیّـة وخفیّـة قلّما یتّفق حتّیٰ للأوحدی الـتخلّص عنـه و الـتنزّه منـه، غُیِّر اُسلوب الآیات بإفادة الـخطاب الـعامّ و الـتوجیـه الـکامل الـشامل وجیء بکلام یملأ الـخافقَیْن، ولا یشذّ عنـه عَیْن، فقال: «یَا أَیُّهَا النَّاسُ» الـمشترک
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 4)صفحه 300 فیـه جمیع الـطوائف الـمزبورة مع الـطائفـة الـخاصّـة، الـغیر الـمسبوق فی هذا الـمجال من الـمقال، وهذا فی غایـة الـدقّـة وغایـة الـمتانـة فی استیعاب الـکلّ بذکر الـخاصّـة الـمشترکـة الـعامّـة.
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 4)صفحه 301