المسألة الاُولیٰ
حـول کلمة «صمّ»
صَمَّ الـقارورة صَمّاً: سدّها، وصمّاً وصَمَماً: انسدّت اُذُنـه وثقل سمعـه، فهو أصمّ، جمعـه صُمّ وصُمّان. انتهیٰ ما فی الـلغـة.
والذی یظهر: أنّ أصل الـصَّمّ هو الـسدّ، وتوصیف الاُذُن و الـسمع بـه من باب أحد مصادیق الانسداد، فإنّ من ینسدّ باب سماعـه؛ لأجل الانقباض فی عروقـه، أو لأجل الاُمور الاُخر، یکون أصمّ الاُذن ومسدود الـسمع، فما فی «الأقرب» من تفسیر الـصمّ بفقدان الـحاسّـة، فی غیر محلّـه.
ویؤیّد ما ذکرناه قولهم: حجر أصمّ؛ أی صلب ومُصْمَت، وکذلک صخرة صمّاء، وربّما یظهر من الـتـتبّع فی مشتقّاتـه بکثرتها: أنّ أصل الـصمم ما لا
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 4)صفحه 107 صوت لـه، وأنّ فاقد حاسّـة الاُذُن أصمّ لأجل رجوعـه إلـیٰ کونـه بلا صوت، ویصیر أخرس، والأمر سهل، ویحتاج إلـیٰ الـتـتبّع الـزائد.
ثمّ إنّ فی «مجمع الـبیان» صرّح: بأنّ الأصمّ هو الـذی ولد کذلک. انتهیٰ. وهو بلا شاهد، بل ظاهر الـلغـة هو الـثقل فی الـسماع، هکذا فی «أقرب الـموارد»، ولکنّـه أیضاً خلاف الـمتبادر منـه، وخلاف الـمتفاهم من مشتقّاتـه.
ثمّ إنّ الـمنصرف من الـلغـة وأرباب الـتفسیر: أنّ الأصمّ من فقد حاسّـة الـسماع، ولو فقد حاسّـة سمع واحد فلایکون أصمّ، ولا یطلق علیـه أنّـه أصم إحدیٰ اُذنیـه، وهو غیر واضح عندی. والأمر سهل.
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 4)صفحه 108